اللغة العربية .. هل تندثر؟
الإرهاب الثقافي الذي يمارسه الغرب بعد أن انتصر (عسكريا) على الدول العربية.. هذا الإرهاب يتجلى في محاربة (اللغة العربية) فتقسيم العالم العربي إلى شعوب كل منها يعتمد (لهجته العامية) لغة رسمية في التعامل الإعلامي والثقافي.. حيث أصبحت اللغة العربية الفصحى بتوجيه استعماري "تطرد" من المؤسسات العلمية (وتعزل) في المؤسسات الوطنية لتصبح عاجزة عن المنافسة الحضارية.. وأغلب الفضائيات تنشر العامية لتنفيذ مشروع (اغتيال العربية الفصيحة).
والإرهاب الاستعماري الثقافي بدأ مع الاستعمار البريطاني في مصر عندما تم اعتماد اللغة الإنجليزية بدلا من اللغة العربية الفصحى في تدريس العلوم الطبية في أول كلية طب في العالم العربي، التي أسسها محمد علي.. وكذلك قام الاستعمار الفرنسي بطمس اللغة العربية في المغرب العربي.
ويقول الدكتور عبد الكريم خليفة عضو مجمع اللغة العربية الأردني:"من المعلوم في علم النفس التربوي أن الإنسان يستوعب بلغته الأم أضعاف أضعاف ما يستوعبه باللغة الأجنبية وهذه مقولة ونظرية معروفة في العالم "لا إبداع إلا من خلال اللغة القومية" ولا أدل على ذلك أننا نريد أن نسأل عن الجامعات العربية التي تنضوي تحت اتحاد الجامعات العربية وعددها يزيد على مائتي جامعة وجميعها تدرس إما باللغة الإنجليزية (في المشرق العربي) وإما باللغة الفرنسية (في المغرب العربي) ماذا أضافت هذه الجامعات إلى العلم الحديث وماذا أبدعت؟ وهذا كله نتيجة السياسة غير المعلنة، التي تطبق كظاهرة مرضية والتي من نتائجها تنمية الشعور بالدونية والاحتقار للغة العربية بين شبابنا".
ولأن التعليم (باللغة الأم) هو أساس الإبداع نرى ربيبة الغرب إسرائيل تعتمد العبرية السبيل الأوحد للتعليم في جميع المراحل: هذا عدا عن أن اللغة العبرية (من عبراني) أصبحت مرجعا من مراجع العلوم النووية.
وهذه اليابان التي اعتمدت "اللغة الأم" اللغة اليابانية تقدمت في مجال العلوم والاختراعات والاكتشافات فالتعليم في اليابان - غير مرتبط باللغة الإنجليزية - بل باللغة اليابانية - التي أصبحت أيضا مرجعا للعلوم.
ومثل اليابان كوريا الجنوبية - التي اعتمدت في تدريس العلوم لغتها (الأم) اللغة الكورية التي تقدم للعالم عشرات الألوف من الاختراعات والاكتشافات.
ومثل اليابان وكوريا جميع دول الغرب في أوروبا.. وجميع الدول المتقدمة.. ما عدا الدول التي لا توجد فيها (إرادة سياسية قوية) إرادة سياسية تتذكر قوله تعالى (إنا أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون).. (وإنه لتنزيل من رب العالمين..) (بلسان عربي مبين) ونحن الشعوب العربية نردد مع (اللغة العربية) شجونها من جحود أهلها في قصيدة حافظ إبراهيم:
وسعت كتاب الله لفـظا وغايـة وما ضقـت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة وتـنسيق أسـماء لمخـترعـات
أنا البحر في أحشائه الدر كامـن فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
أرى لرجال الغرب عزا ومنعـة وكـم عـز أقـوام بعـز لغـات
أتوا أهلهـم بالمعـجزات تفننـا فيـا لـيتكم تـأتون بالكـلمـات
أيطربكم من "جانب الغرب" ناعب يـنادي "بـوأدي" في ربيـع حياتي
أيهجرني قومي عفا اللـه عنهـم إلى لـغـة لـم تـتصـل بـرواة
سرت لوثة الإفرنج فيها كما سرى لعـاب الأفـاعي في مسيـل فرات
أيتها اللغة العربية (الأم) أبناؤك من لوثة الإفرنج سادرون وفي غبائهم يعمهون "يرطنون" – وليتهم يفقهون.