الفروق البيولوجية بين دماغي المرأة والرجل

الفروق البيولوجية بين دماغي المرأة والرجل

الفروق البيولوجية بين دماغي المرأة والرجل

[email protected]

أرسل لي شاب من الكويت يتتبع مقالاتي يسأل: هل هناك فروق بيولوجية بين دماغي الرجل والمرأة؟
وإذا كانت هناك فروق، فما المدلول العلمي على ذلك؟
فأجبته بقولي: نعم هناك فروق بيولوجية بين دماغي المرأة والرجل، فقد ثبت أن تكوين دماغ المرأة أفضل من تكوين دماغ الرجل من عدة جهات؛ فهو أشد كثافة في الجسر الذي يربط بين نصفي الدماغ، وهذا يعني أنها أفضل في التعلم والامتلاء الثقافي وإثارة فنون الحديث.
وثبت أيضا حسب دراسات علمية تفوقها الدراسي.
كما ثبت أن المرأة تتفوق على الذكر بتحملها، وهذا نعرفه من المرضى في المستشفى بين صياح الرجل القوي واحتمال المرأة الضعيفة (كذا؟) وهذا يعود إلى تكوينها البيولوجي أيضا، فالشرايين عند المرأة لا تتعرض للتصلب كما هو الحال عند الرجل، والمرأة لذلك أفضل من الرجل وتعمّر أكثر منه في المتوسط ثماني سنين.
وهي بالتكوين الهورموني أقل عدوانية من الذكر، لذلك كانت الحرب نشاطاً ذكورياً عبر التاريخ.
ولكن هذا الرد لم يعجب بعضهم، فأرسل لي محام يدافع عن الذكور المضطهدين بقوله: إن دماغ الرجل أثقل وزنا من دماغ المرأة..
وأن عدد النساء أقل من الرجال فيمن حصلوا على جوائز نوبل.
وجوائز نوبل للسلام أعطيت لمناحيم بيجن مكسر عظام الفلسطينيين وحرم منها أكبر داعية للسلام في القرن العشرين غاندي، لأنه كان ضد المشروع الصهيوني، لذا من أراد التقدم لهذه الجائزة عليه أن يتفاهم ويصطلح مع الصهاينة قبل لجنة التحكيم؟
وهناك عدد من النساء اللاتي نلن جائزة نوبل ليس بسبب العبقرية بقدر التشكيل الثقافي للجنس البشري؛ فالذكور هم الذين يسيطرون على المجتمعات بما فيها مؤسسة نوبل مانحة الجوائز فينمون التنافس البغيض ويشعلون الحروب.
وقال الرجل إن سبب الحروب كان طمعا في الأراضي الخصبة والمياه والماشية وسبي النساء، أي أنهن كن سبباً للحروب منذ وجود الإنسان الأول.
وأما طول عمر المرأة فلأنها تقضي عليه (أي على الرجل) كمدا بسبب طلباتها، ولا أظنه بسبب عنصر إيجابي في دماغها.
وقد يكون دماغ المرأة أكمل تشريحيا من دماغ الرجل، ولكنني أرى أن عقل الرجل أرجح بحكم استقرائي للمسيرة التاريخية لكل من الجنسين. وجوابي على ما قال ذلك المحامي هو أن الحجج الثلاث واهية تتساقط منذ تسليط أول شعاع من نور العلم عليه؛ فأما (وزن الدماغ) فلا علاقة له بالذكاء والحكمة. ويذكر (بيتر فارب) صاحب كتاب "بنو الإنسان" أن دماغ الكاتب الروسي (تورجينيف) كان في الوزن ضعف دماغ (أناتول فرانس) الأديب الفرنسي وكان الاثنان مبدعين.
وأما سبب نشوء الحروب فلا يرى أحد أنهن سبب محدد، ولكن الأكيد أن الذكور هم الذين يشعلونها، وهم الذين يحترقون بنارها فيتحولون إلى رماد ويتابع التاريخ رحلته على يد امرأة.
ولكن الحجج لا تنفع في مجتمع ذكوري أحول الرؤية، وأما رجاحة عقل الذكور فيشهد لها الآن إرهاب الرجال وتفجيراتهم.
وقد كان لي صديق وهو طبيب استشاري تبدو عليه الحكمة فقال لي يوما: إن المرأة مثل السجادة أي يجب نفضها فتنظف كما تنظف السجادة. والسؤال كم يحتاج عقله إلى تنظيف؟.
"وهو الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها."

الأكثر قراءة