شبابنا والتجارة

يخشى معظم الشبان من طرق أبواب التجارة خوفا من الخسارة متوقعين على حد وصفهم أن هنالك وسائل مضمونة النتائج مثل البحث عن وظيفة حكومية أو وظيفة في القطاع الخاص ووسائل مليئة بالمخاطرة قد توقعهم في خسائر فادحة ويقصدون بها بالطبع التجارة.
وللأسف لا أعتقد أن أحداً يعرف من وضع هذا الوهم بالذات في عقول شبابنا ومن يعمل في التجارة يدرك حجم النسبة والتناسب بين الأجانب العاملين في التجارة مقارنة بالسعوديين برغم من أفضلية توافر الرساميل لدى شبابنا إضافة إلى العمل داخل الوطن لما له من إيجابيات كثر ورغم التعقيدات الإجرائية التي تتخذها الجهات المختصة لتضييق الخناق على التستر والمتاجرة باسم الغير إلا أن هؤلاء يكثرون بارتباط طردي مع زيادة التعقيدات.
ورغم كل هذه الضبابية في المستقبل التجاري للشباب السعودي إلا أني أعرف نموذجين لشابين سعوديين أحدهم زميل اقترض 200 ألف ريال من صندوق المئوية واتجه إلى التجارة في الأجهزة الكهربائية وحقق خلال فترة وجيزة نجاحاً منقطع النظير نتيجة عدة أمور، أولها وجود عامل صاحب خبرة جيدة إلى جانب تدخله في كل صغيرة وكبيرة في محله وتواجده الدائم ورغبته في المعرفة والتعلم وتدخله المباشر في المبيعات والفواتير والأسعار أما النموذج الآخر فكان لشاب سعودي تعليمه بسيط اتجه إلى فتح مصانع للخرسانة الأولية (غير الجاهزة) وحقق أرباحاً خيالية أيضا خلال فترة وجيزة ونتيجة أيضا لمتابعته الدقيقة لدقائق الأمور ومعرفته ببواطنها لم تستطع العمالة غشه أو التدليس عليه.
لذلك أتوقع أن الأمر في غاية البساطة إذا توافرت عدة أمور، منها القدرة على إدارة المشروع، والرغبة في التعلم ومعرفة التفاصيل ودقائق الأمور، والاستعانة بالخبرات الموجودة في السوق والتواجد الدائم بجوار مشروعك، وطبعا قبل ذلك دراسة المشروع بتأن من خلال الدراسة الميدانية والنظرية، وأعتقد أن هذه العوامل كفيلة بإنجاح أي مشروع مهما كان صعبا أو متعثرا ولا ننسى قول الله تعالى (إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا).
وقوله - صلى الله عليه وسلم (إن تسعة أعشار الرزق في التجارة).
وأخيرا أنصح شبابنا بالاتجاه للتجارة وسد هذه الثغرة التي استغلها الأجانب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي