الشباب والقرين الخائن (1 من 2)
الشباب والقرين الخائن (1 من 2)
سليمان بن عبد الرحمن الصبي
الأمين العام للجمعية الخيرية لمكافحة التدخين
عجباً للشباب يحبونه ويستمتعون بصحبته! ويجدون الأنس والراحة برفقته بل يبذلون كل ما يملكون من مال ووقت ونفس من أجله ويخلصون في مودته وهو يبادلهم المحبة غراماً, فلا يتركهم هنيهة إلا وسرعان ما يجد طريقه إليهم ويتغلغل في شرايينهم ويتربع على عرش قلوبهم, فلا يبدعون ولا تتفتق قرائحهم إلا بصحبته ولا تبدو رجولتهم وعنفوانهم إلا معه, فهو بزعمهم (يمدهم بالقوة والشجاعة) وقد غضوا الطرف عن خيانته لهم إذا أعطاهم لذة ومتعة آنية وعنفوانا كاذبا وسلبهم مالهم وشبابهم وحيويتهم, بل قد وصل به الأمر إلى أن أودى بحياة كثيرين بسبب تمكنه منهم وإفساد أبدانهم بعد أن فسدت عقولهم وقلوبهم رغم انتشار الوعي إلا أن الكثيرين ما زالوا تحت قبضته, ذلكم هو التدخين الذي أصبح من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الوفاة. وهو المنتج القانوني الوحيد الذي يقتل صاحبه قبل غيره بنحو 15 عاماً في المتوسط. بحسب دراسات منظمة الصحة العالمية, فالعالم اليوم يُؤوي نحو 8ر1 مليار من الشباب (من الفئة العمرية 10-24 سنة)، 85 في المائة منهم يعيشون في البلدان النامية. وهم ينعمون، عادة بصحة جيدة ولكن هذه الصحة أصبحت مهدّدة بشدة من جرّاء منتجات التبغ الفتاكة التي تنتجها دوائر صناعة التبغ لتستقطب الشباب وتدفعهم إلى الشروع في تعاطي التبغ والاستمرار فيه مدى الحياة.