رئة المجتمع

يتطلع المهتمّون بشؤون الطفولة والتربية بحماسة للمؤتمر الإقليمي الثالث لحماية الطفل الذي تستضيفه مدينة الرياض بدءاً من الأول من آذار(مارس) المقبل، والذي سيتناول عدة قضايا تهتم بالطفل وسيرعاه مجموعة من المختصين والقيادات العربية.
إن رعاية خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لهذا المؤتمر تأكيد على اعتراف المملكة بأهمية الطفولة وأنّ صلاحها صلاح للمجتمع ككلّ وأي تنمية وتطوير لكفاءات الوطن يجب أن تكون من اللبنة الأولى.
سيناقش في هذا المؤتمر قضايا مثل التحرّش والإساءة للأطفال واستغلالهم في العمل، هاتان القضيتان الحساستان تحاط دائما بطابع خصوصية الأسرة فلا يمكن العلم بهما وعلاجهما إلا عندما يتقدم الطفل نفسه بشكوى للمحيطين به. أو في أسوأ الاحتمالات بعد أن تظهر عليه دلالات الأذى النفسي والجسدي.
لذا يصبح التعريف بهذه المشكلات والكشف عنها لزاماً لخطوة التصدي والوقاية.
فورش العمل والندوات المقامة على هامش المؤتمر ستحمل كثيراً من الطرق والنصائح التي يحتاج إليها المربّون والمسؤولون عن الأطفال في مجالات شتى كالأكاديميين والأطباء ورجال الأمن المكلفين بتقديم أفضل حماية لهم.
أما المحاضرون المشاركون في المؤتمر فهم يأتون من عدة جنسيات ومن مختلف المجتمعات، والعامل المشترك بين كل هؤلاء (الطفل) فالمشكلات التي يعانيها الأطفال لا تختلف كثيراً بتغير البلدان.
ربما تكون هناك عوامل كالوضع الاقتصادي والتعليمي واختلاف العادات والتقاليد، لكن الطفل واحد في كل مكان!
يبدأ بتكوين شخصيته ويتأثر بأسرته أولاً ثمّ حياته الاجتماعية، وكل مؤثر يترك بصمته على رِجال وسيّدات المستقبل وأي أذىً سيحوله لفرد سلبي يُخشى من نقمته على بيئته لاحقاً.
تلاقي الخبرات الذي سنشهده في الأيام المقبلة مهمّ جداً لنا، مهمّ للاستفادة من التربويين المخضرمين وتجارب الدول التي تنّبهت لأهمية الطفولة وعملت على انتشالها من عذاباتها.
مهمّ لنا أن نبدأ ونكمل المسيرة وتتحد جهودنا مع جهود الإنسانية جمعاء لشفاء رئاتنا!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي