دور مراكز الأحياء نحو الأسر الفقيرة والمتعففة (1 من 2)

دور مراكز الأحياء نحو الأسر الفقيرة والمتعففة (1 من 2)

دور مراكز الأحياء نحو الأسر الفقيرة والمتعففة (1 من 2)

سليمان عبد الله المقبل
مدير الشؤون الاجتماعية في منطقة الرياض

تعد مراكز الأحياء إحدى الآليات الاجتماعية الحضارية التكافلية التي دعت الحاجة إليها وظهرت كنتيجة لاتساع المدن وتبعاً لظاهرة الهجرة الداخلية نحو المدن الكبيرة, وبالتالي التقاء العديد من الأسر داخل الحي الواحد من عدة مناطق أو محافظات متباعدة، وكما هو حال أي من مدن المملكة إذ لا يكون هناك تعارف بين الأسر ما لم يكن هناك رابط اجتماعي كمركز أو لجنة لتسهيل هذه العملية التكافلية لصالح الحي وساكنيه وربما أنه غالباً ما يكون دافع الأسرة الفقيرة إلى المدن هو الجانب الاقتصادي متمثلاً في الرغبة في تحسين مستوى الدخل أو المعيشة الحضارية وربما يكون الدافع الثقافي وتنمية المواهب أو التحصيل العلمي للفرد في الأسرة الفقيرة أحد الدوافع أيضاً للانتقال إلى المدن الكبيرة وانطلاقاً من اهتمام ولاة الأمر ـ حفظهم الله ورعاهم ـ بازدهار المجتمع ورفاهية أفراده, فقد كان لوزارة الشؤون الاجتماعية دور فاعل بإنشاء ودعم ومؤازرة تلك المراكز في كل حي من أحياء مدن ومحافظات المملكة.
وإن كانت في بدايتها قد حققت العديد من الإنجازات في المجالات التوعوية والاجتماعية والصحية والاقتصادية والترفيهية مما يدل على أن المجتمع السعودي قد جبل على أعمال الخير والتراحم والتعاطف والتكافل.
وبما أننا بصدد دور مركز الحي تجاه الأسرة الفقيرة والمتعففة والتي هي أحد أهدافه الإنسانية الرئيسة فنحن هنا لا نقتصر على الأسلوب المباشر لدفع المساعدات وأموال الزكاة والصدقات والهبات ونحوها بل المقصود هو تجاوز الأسلوب التقليدي إلى مساعدة الناس لكي يساعدوا أنفسهم بشكل إيجابي من خلال العمل على اكتشاف قدرات ومواهب واستعدادات كل فرد من أفراد الأسرة الفقيرة والمتعففة والعمل على تبنيها وتنميتها ودعمها بما يضمن كرامة الإنسان وتحويل الفرد إلى منتج ومشارك في التنمية الذي هو محورها وأساسها وبالتالي توفير الخامات والأدوات أو المعدات وسبل التدريب والتأهيل لكل فرد يملك موهبة أو ميولاً أو إبداعا في مجال ما سواءً الأب أو الأم أو الأبناء.

الأكثر قراءة