ابن همام والعام الواحد!
أحترم وأقدر السيد محمد بن همام، رئيس الاتحاد الآسيوي، وأخاله أحد صناع العصر الحديث للكرة الآسيوية، بغض النظر عن الملاسنات الأخيرة، والدخول في أنفاق مظلمة في عدة قضايا. لكن استوقفني حديثه لإحدى الصحف أمس ، أدركت بعدها أن الرجل فعلاً يتخبط.
تحدث عن الاتحاد العربي، وترشيحه لنفسه في الانتخابات القادمة. وهذا أمر من حقه المشروع الذي لا ننكره عليه فعلاً، لا حديثاً. لكنه قال إنه يعلم أن حظوظه أمام الأمير سلطان بن فهد ليست كبيرة! وهذه سأمررها! لكنه وعند حديثه عن تعدد المناصب، أكد أنه لن يستمر في المنصب كثيراً، في حال وصل إليه! لن يمكث أكثر من عام، ومن ثم سيدعو لانعقاد جمعية عمومية، لترشيح رئيساً آخر!
أسأل ابن همام، ماذا ستفعل خلال هذا العام! ما الخطط والاستراتيجيات التي تستطيع أن تجسدها على أرض الواقع خلال عام واحد فقط! كيف ذلك وأنت من مارست العمل الإداري وتعلم خفايا وطبيعة وصعوبة التغيير! تحدثت أنك ستحدث نقلة نوعية في هياكل الاتحاد، والأسماء، وكلام كثير! لكن العام الواحد لن يكفي يا ابن همام!.
أعتقد أن هذا التصريح أيضاً يأتي من جملة التصاريح المتأزمة التي وضع ابن همام نفسه فيها، ولم يستطع حتى الآن الخروج منها. مواجهات كان الرجل بغنى عنها لو عرف كيف تدار الأمور جيداً. انتخابياً، الرجل متمكن جداً ، ولديه منجزات لا أعتقد أن أحداً يستطيع أن ينكرها، ولو لم نقف إلا على مشاريع الرؤى المستقبلية في بعض الدول الآسيوية لكفتنا. وهو خريج فكر مؤسساتي استطاع الوصول إلى مراتب عليا، علاوة على علاقته الوطيدة والمتشعبة بدول العالم، وليس آسيا فقط. لكن هذا لا يعني الصمت عن بعض التجاوزات.
في السابق، أيام بيتر فلبمان، طيب الذكر، كان الاتحاد الآسيوي مرتعاً خصباً للانفلات في كل شيء. تنظيمياً ، وإدارياً ، وتحكيمياً ، ومحاباة لدول على حساب دول، وعلى عينك يا تاجر. لكن تغير الحال بعدا بن همام. حتى وفلبمان ينتقد بشدة ابن همام، إلا أنني لم أقف على مسوغ واحد، غير مسوغ الغيرة الرئاسية، وحرب السلطات والكراسي.
كنت وما زلت أرى أن من حق ابن همام ترشيح نفسه لأي منصب، شريطة أن يقدم ما يشفع له في تولي هذا المنصب ، حتى في الاتحاد العربي، الذي لا أراه حكراً علينا وحدنا. لكن الأجندة التي قدمها لنا ابن همام كانت خالية تماماً. أجندته العربية ، كما أراها ، فيها تصفية حسابات وردود فعل على أفعال. أجندته لن تستمر، وحسب تصريحه ، أكثر من عام! عام واحد فقط! ما الذي ستفعله يا ابن همام في عام واحد فقط في اتحاد ترى أنت أنه يحتاج إلى عمل كبير جداً. أجندة ابن همام العربية لا تهمه إطلاقاً نظير المنصب التنفيذي الكبير في الاتحاد الدولي، أو السباق الرئاسي المحموم حتى في آسيا.
أما حديثه عن الإعلام، وأنه من يعكر القضايا ويؤزمها، فهذا ليس صحيحا. الإعلام لا يصدر بيانات يا ابن همام! الإعلام لا يلعب اللعبة الرئاسية والانتخابية، حتى لو شارك فيها ناقلاً للرؤى! الإعلام لا يدلف الملاعب، ويسجل الأهداف! الإعلام لا يدخل المكاتب ويقر القرارات ويسن ما شاء له من القوانين والأعراف! الإعلام يا ابن همام هو الذي ساهم بشكل كبير في تبوئك وغيرك مناصبهم!!.