قواعد بيانات للأمراض المعدية.. هل تتحقق؟ (2 من 2)
قواعد بيانات للأمراض المعدية.. هل تتحقق؟ (2 من 2)
د. سهل بن عبد العزيز الهاجوج
مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث
الأمراض المعدية خطيرة جداً وتؤثر في المسيرة التنموية فلو على سبيل المثال أخذنا الدرن لوجدناه يصيب الفئة العمرية المنتجة (20-40 سنة) ويخرج من يصاب به عن العمل أي تكون هناك خسارة إنتاجية.
ولا سمح الله، لو تفشى مرض معد في المجتمع لكلف الاقتصاد الشيء الكثير وما إنفلونزا الطيور عنا ببعيد ولكن نحمد الله أن خسارة إنفلونزا الطيور كانت في الحيوان وليس الإنسان . حمى الوادي المتصدع مثال آخر. والقائمة تطول وتطول لو أردنا استعراض الأمراض المعدية كلها كالإيدز والتهابات الكبد الوبائية والفيروسات التي تكون عاملاً مساعداً على نشوء الأورام السرطانية.
الأمراض المعدية لدينا تحتاج إلى قواعد بيانية وليس تسجيلا لأن هناك فرقا كبيرا بين عملية التسجيل وبين قاعدة البيانات. قاعدة البيانات إذا ما توافرت لدينا لكل غرض فإننا بحول الله نستطيع أن نتعرف على كل جوانب المرض مثلاً انتشار المرض, توقع حدوث المرض, أين ينتشر المرض , من يصيب المرض وبين من ينتشر المرض هل هم المواطنون أم المقيمون, ما سلالات المرض. وهذه الأخيرة مهمة للغاية للتعرف على خصائص هذه السلالات. وهل لها علاقة بالتفشي أم لا وهل هي مقاومة للعلاج أم أنها غير ذلك. بمعنى آخر قاعدة البيانات توفر لنا المعلومة في وقت الحاجة إليها وفي ضوء هذه المعلومة تكون لدينا خطط استراتيجيات محكمة ونتحرك في وقت الحاجة بدلاً من أن تكون أفعالنا هي ردود أفعال. أي عندما يحدث المرض أو التفشي - لا سمح الله. القواعد البيانية تساعد صناع القرار على وضع الميزانيات المطلوبة وتساعدهم أيضاً على تغيير الخطط والبرامج حسب الاحتياج.
يعجبني على سبيل المثال ما هو حاصل في أوروبا بخصوص الدرن فهم لديهم قاعدة بيانات مشتركة تحمل فيها كل سلالات الدرن منذ ما يزيد على عشر سنوات فهم عرفوا كل شيء عن هذه السلالات على جميع الأصعدة، لذا نجد أن الدرن لديهم في أقل نسبة ممكنة. فهل لنا بقواعد بيانية لنتمكن من خلالها أن نضيف إضافة بسيطة في مسيرتنا التنموية؟