قواعد بيانات للأمراض المعدية.. هل تتحقق؟ (1-2)

قواعد بيانات للأمراض المعدية.. هل تتحقق؟ (1-2)

قواعد بيانات للأمراض المعدية.. هل تتحقق؟ (1-2)

المتأمل في الحركة التنموية بقيادة الرجل الصالح خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز يجدها حركة ضخمة وعملاقة ولا يمتلك أي شخص سوى أن يقف أمامها طويلاً مبهوراً وينحني لها إجلالاً وتقديراً.
نعم إنها حركة تنموية شمولية تهدف إلى الارتقاء بهذا البلد المعطاء إلى مصاف الدول المتقدمة. أنا أتكلم هنا كلاماً علمياً مسؤولاً وذلك لمعرفتي الأكيدة أن المملكة وضعت نصب عينيها عام 1444هـ ليكون العام الذي ستنتقل المملكة أو تصبح فيه المملكة بلداً متقدماً تكنولوجياً ويكون اقتصاد المملكة مبنيا على معرفة أبنائها. وهذا الهدف ستسير باتجاه من خلال استراتيجية تبناها خادم الحرمين الشريفين بالأمس القريب. هذه الاستراتيجية كانت بقيادة الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد رئيس مجموعة الأغر الفكرية ووزير التعليم الحالي. هذا الرجل الذي يعمل بصمت منقطع النظير ولكنه يتحرك كتحرك جلمود صخر حطه السيل من عل نحو أهدافه التي يأتي على رأسها وضع المملكة العربية السعودية على قدم المساواة مع الدول المتقدمة. الشواهد بدأت تظهر ولله الحمد على تبني هذه الاستراتيجية وعلى بدء المسير نحو هذه الاستراتيجية، من هذه الشواهد مشاريع جامعة الملك سعود التي فاقت 14 مليار دولار وأقوى شاهد في هذه المشاريع هو وادي الرياض للتنقية.
مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وبرنامج خادم الحرمين للابتعاث هي الأخرى من الشواهد.
ولكني يحدوني الأمل كإنسان متخصص في أبحاث الأمراض المعدية وعلى رأسها الدرن يحدوني الأمل بأنه وبالزخم نفسه الذي نسير به نحو 1444 يكون لدينا توجه نحو اقتناء قواعد بيانية لكل الأمراض المعدية.
الأمراض المعدية خطيرة جداً وتؤثر في المسيرة التنموية فلو على سبيل المثال أخذنا الدرن لوجدناه يصيب الفئة العمرية المنتجة (20-40 سنة) ويخرج من يصاب به عن العمل أي تكون هناك خسارة إنتاجية.
ولا سمح الله، لو تفشى مرض معد في المجتمع لكلف الاقتصاد الشيء الكثير وما إنفلونزا الطيور عنا ببعيد ولكن نحمد الله أن خسارة إنفلونزا الطيور كانت في الحيوان وليس الإنسان . حمى الوادي المتصدع مثال آخر. والقائمة تطول وتطول لو أردنا استعراض الأمراض المعدية كلها كالإيدز والتهابات الكبد الوبائية والفيروسات التي تكون عاملاً مساعداً على نشوء الأورام السرطانية.
الأمراض المعدية لدينا تحتاج إلى قواعد بيانية وليس تسجيلا لأنه هناك فرق كبير بين عملية التسجيل وبين قاعدة البيانات. قاعدة البيانات إذا ما توافرت لدينا لكل غرض فإننا بحول الله نستطيع أن نتعرف على كل جوانب المرض مثلاً انتشار المرض, توقع حدوث المرض, أين ينتشر المرض , من يصيب المرض وبين من ينتشر المرض هل هم المواطنون أم المقيمون , ما هي سلالات المرض. وهذه الأخيرة مهمة للغاية للتعرف على خصائص هذه السلالات. وهل لها علاقة بالتفشي أم لا وهل هي مقاومة للعلاج أم أنها غير ذلك. بمعنى آخر قاعدة البيانات توفر لنا المعلومة في وقت الحاجة إليها وفي ضوء هذه المعلومة تكون لدينا خطط إستراتيجيات محكمة ونتحرك في وقت الحاجة بدلاً من أن تكون أفعالنا هي ردود أفعال. أي عندما يحدث المرض أو التفشي - لا سمح الله. القواعد البيانية تساعد صناع القرار على وضع الميزانيات المطلوبة وتساعدهم أيضاً على تغيير الخطط والبرامج حسب الاحتياج.
يعجبني على سبيل المثال ما هو حاصل في أوروبا بخصوص الدرن فهم لديهم قاعدة بيانات مشتركة تحمل فيها كل سلالات الدرن منذ ما يزيد على عشر سنوات فهم عرفوا كل شيء عن هذه السلالات على جميع الأصعدة، لذا نجد أن الدرن لديهم في أقل نسبة ممكنة. فهل لنا بقواعد بيانية لنتمكن من خلالها أن نضيف إضافة بسيطة في مسيرتنا التنموية؟

مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث

الأكثر قراءة