برادات متنقلة لبيع الخضار في الأحياء.. هل يمكن ذلك؟

برادات متنقلة لبيع الخضار في الأحياء.. هل يمكن ذلك؟

برادات متنقلة لبيع الخضار في الأحياء.. هل يمكن ذلك؟

يلعب التسويق الزراعي دوراً مهما في تصريف المنتجات الزراعية وعاملاً مهماً في استمرار ونجاح العمل الزراعي ، وإدراكاً من الدولة بهذه الأهمية فقد أنشأت أمانات المدن وبلديات المحافظات عديد من الأسواق الزراعية التي تختص ببيع المنتجات الزراعية. إلا أن عشوائية التنظيم وسطوة الوسطاء على تلك الأسواق جعل منها أداة ضد المزارع وليست معه مع مرور الوقت في ظل غياب تام للجمعيات التعاونية الزراعية عن قضية التسويق الزراعي.
محاولات هنا وهناك لإنشاء أسواق جديدة للخضار والفاكهة كما هو الحال في مدينة الرياض أو تحسين وتطوير الأسواق القائمة كما هو في بعض المدن .. إلا أن ذلك لم يكن مقنعاً للمزارع فلجأ البعض منهم إلى البحث عن فرص بديلة من خلال تصريف الإنتاج عبر منافذ جديدة بشكل مباشر ودون وسيط مثل المراكز التجارية الكبرى (الهايبر ماركت) أو اللجوء إلى الباعة الجائلتين كقناة أخرى لتصريف الإنتاج ... في طرقات كثيرة وشوارع رئيسية داخل المدن.
لست هنا بصدد الحديث عن تأثير هذا الوضع في تحسين أو تشويه حضارية وجمالية المدينة، إنما الإشارة إلى أن الأسواق الزراعية وفشلها في لعب دور مساند للمزارع حيث أنها تخضع لنظام الحراج في البيع وهو ما عزز سطوة الوسطاء فيها .. بحيث يحصل المزارع على القليل من هامش الأرباح ويحصل الوسيط على كثير منها في حالة عكسية لمجهود كل منهم في العمـل الزراعــي.
أعتقد أنه من المناسب الآن إعادة النظر في وضع محال بيع الخضار من خلال دعم ومساندة الشباب السعودي الراغبين في الاستثمار بها لتكون أداة فعالة في تصريف الإنتاج الزراعي وبديلا مناسبا للباعة الجائلين مثل القروض الميسرة والإعفاء من الرسوم البلدية والإرشاد والتوجيه بأساليب العرض والبيع الحديثة.. وحتى لو أوجدنا وسيلة وطريقة جديدة لمفهوم دعم ومساندة هذه المحال تأخذ في مداها من المحال الكبيرة إلى الأكشاك الصغيرة لبيع الخضار والفاكهة مروراً ببيع الخضار بالسيارات المبردة التي تجول داخل الأحياء إن أمكن ذلك.

الأكثر قراءة