أستاذ الكيمياء مع "الثقافة والإعلام" .. هل يجمع الشعر والدبلوماسية في عمله الجديد ؟

أستاذ الكيمياء مع "الثقافة والإعلام" .. هل يجمع الشعر والدبلوماسية في عمله الجديد ؟

الإعلام في السعودية .. طفل ولد مرات عدة لآباء (وزراء) مختلفين ظن جميعهم أن التغير القادم للابن وتأهيله ليكون شخصا قويا قادرا على الوقوف وحده على قدميه هو إنجازه القادم .. غادر الآباء (الوزراء) وظل الطفل طفلا وإن تغيرت تقنياته وإن حقق إنجازاته المطلوبة في مراحله المختلفة، إذ إن السير لأمتار معدودة يعد إنجازا في حين وضعفا في حين آخر إلا أن الطفل لم يؤكد بعد أنه قادر على الوقوف وحده كمؤسسة رغم الإنجازات الكثيرة.
عبد العزيز خوجة المربي القادم للإعلام السعودي والمربي السابق في أعرق جامعات المنطقة الغربية والشاعر الغائص في بحر العربية والدبلوماسي المجرب تعقيدات الأوضاع الدولية والاجتماعية سيكون على موعد لاختبار الدقة والقدرة للمرور من تعقيدات هذا الكرسي الساخن لوزارة شهدت تعاقب خمسة وزراء في ربع قرن كإحدى أسرع الوزارات تغييرا لكرسي إدارتها مع وجود ثلاثة تغييرات منها في العشرة أعوام الماضية.
اختبار القدرة والدقة يعني في رأي المهتمين في الشأن الإعلامي أن تكون أكثر قدرة على مساعدة العمل الإعلامي في مؤسسات البلاد، خصوصا الرسمية منها ليظهر العمل بالشكل المهني المطلوب محافظا في الوقت ذاته على أهداف البلاد السياسية والاقتصادية وثوابتها الاجتماعية.
هل سيتمكن الدبلوماسي السعودي القادم من لبنان والذي أحبه اللبنانيون بأكثريتهم وبقي محافظا على احترام البقية من فرض احترام الإعلام السعودي بشقيه الرسمي والخاص على بقية المدارات الإعلامية ليكون إعلاما متاحا للتنافس يملك فضاء مفتوحا للإذاعات, ينفذ الوعد بفتح المجال للإذاعات الخاصة ويملك القوة ليطور تقنيات أجهزته الرسمية لتكون في التحدي حين يبدأ الاختبار أم ستجري الأعوام القادمة كالسابقة وعود بالانفتاح وانكباب على الذات واحتكار لإذاعات خاصة لا تملك ما تقدمه للمواطن والمقيم إلا كثير من ترهات وقليل من مادة إعلامية حقيقية.
السفير خوجة .. هل سيكون سفيرا للنوايا الحسنة في تقديم إعلام جديد من خلال قنوات التلفزيون يواكب أصيل القديم منجزاته ويبتعد عن رتابته وانغلاقه أم سيكون إعلاما يواصل تقليد الجديد بسلبياته ويهرب عن منجزات ماضيه ومبدعيه ليلحق بركب القنوات التلفزيونية الرابحة ماديا وإن خسرت جمهورها، كما تفعل القناة الأولى في التلفزيون السعودي مساء كل جمعة حين تتحول إلى قناة ربح سريع تجذب الطامعين لربح سريع وتخسر أقواما كانوا ينتظرون ويذكرون على مدى عقود إطلالة الطنطاوي وبرامج إخبارية حول أحداث العالم في أسبوع وأخرى طريفة منتقاة من خير ما جادت به التلفزيونات العربية؟
هل ما مر بالإعلام في السنوات القليلة الماضية تطور نحو الأسوأ.. يتساءل إعلامي يتحرق من مشاهدة القناة الأولى قبلة المشاهدين الوحيدة سابقا وهي تتحول إلى إقطاعيات تتسلم كل ساعة منها شركة إنتاج لا تخدم كما يبدو إلا نفسها عبر الظهور الضعيف للمذيعين الجدد مقارنة بالسابق والإعداد غير المدروس في مقابل مواد قبل عقود كان التعب ظاهرا فيها من خلال احترامه لعقلية المشاهد ووقته الثمين الذي يقضيه في مقابلتها.
وآخر هذه التساؤلات التي تطرح للوزير الجديد الذي عاش في لبنان فترة من أبرز سني حياته حيث شاهد الإعلام وهو يتنوع بتنوع الاتجاهات هو: هل سيقود خوجة الإعلام لانطلاقة جديدة تعكس مرحلة إصلاحية بارزة يقودها الملك عبد الله بن عبد العزيز أم أن ذلك مرهون بمجتمع مازال يحبو نحو التطور متكئا على ثوابته الدينية والوطنية.
الدكتور عبد العزيز خوجة أستاذ الكيمياء يراهن جميع من عرفوه أنه قد يخلق وصفة جديدة للإعلام السعودي تشبه تجاربه التي مر بها في لبنان وقبلها في المغرب وروسيا الاتحادية وتركيا ليختار منها الأقرب للصيغة السعودية في تلاقح مثير قد يخرج بطفل الإعلام السعودي الجديد من مكتب الوزير خوجة إلى نور العالم الرحب الواسع طفلا قويا واثقا من نفسه ويتحدث بعدة لغات ويستخدم التقنيات كافة.

الأكثر قراءة