النقل الجماعي المنافس الجديد للطيران ؟
لا شك أن لدينا أزمة حقيقية في وسائل النقل، خاصة الطيران ويظهر ذلك جليا في المواسم والأعياد والعطل الرسمية.
وكثير الأسفار الجوية لدينا يدرك مدى زيادة طالبي الخدمة في مقابل ضعف الالتزام وتأخر المواعيد التي تبنى عليها مواعيد أخرى يتكدس بعدها العشرات من البشر أمام " كاونترات " الانتظار يقابلهم موظف وحيد في زمن ضئيل يضيع معظمه في تبادل الاتهامات والصراع بين الموظف والمنتظرين.
التجارب المتكررة للركاب مع الطيران قادتني إلى القول إن هنالك فرصة حقيقية للنقل الجماعي للمنافسة بقوة نظرا لتطور النقل البري لجميع أشكاله ووسائله واستغلاله ثغرة ضعف استيعاب شركات النقل الجوي الركاب مما دفعه لتقديم خدمات راقية بأسعار مغرية، متجاوزا السكك الحديدية التي تبيع تذكرة الرحاب مثلا بما يقارب سعر تذكرة الطيران مستغلة الظروف السابقة نفسها.
خذ مثالا على ما سبق, السفر من الرياض إلى المنطقة الشرقية سوف يستغرق مثلاً بالطائرة بعد حساب ذهابه إلى مطار الرياض ثم وصوله إلى الخبر أو الدمام أو الجبيل أو غيرها من مدن الشرقية مع أوقات الانتظار يستغرق كل ذلك من أربع إلى خمس ساعات إذا لم يتم تأجيل أو تأخير الرحلات كالعادة بينما النقل الجماعي يستغرق المدة نفسها إذا لم تكن أقل من خلال وسيلة واحدة بدلا من التنقل على ثلاث وسائل ( سيارة , طائرة , سيارة ) مع أفضلية السعر.
وحدثني أحد الأصدقاء الأكاديميين بأنه جاء من خارج المملكة في زيارة عمل وأخبروه أنه تم إلغاء رحلة الطيران فأضطر على حد وصفه، إلى الركوب ( بالنقل الجماعي ) متوقعاً خدمات متدنية إلا أنه حظي بمستوى الخدمات المقدمة المتوقعة من طيران متوسط الخدمة وبسرعة وصول إلى الرياض مقاربة الوقت الذي تقطعه الطائرة مع أوقات انتظارها.. هي إشارة سلبية للطيران لكنها إيجابية للنقل الجماعي، بالفعل استطاع النقل الجماعي أن يرتقي بالخدمة ليس على مستوى الشعارات فقط بل على أرض الواقع.