فك الله أسرك يا اتحاد

فك الله أسرك يا اتحاد، كنا نختلف لك وبك وعليك، ورغم ذلك فصغيرنا كان يجل كبيرنا، وكبيرنا كان يحترم صغيرنا، وحبنا وعشقنا كان يصب دائما في ساحتك وساحاتك.

فك الله أسرك يا اتحاد، أصبحت بهامتك وهاماتك أسيرا للوعود والعهود، فخدروك بالملايين المستثمرة والعوائد الهادرة والمشاريع الفارهة فصحوت فوجدت نفسك أسيرا لمشاريع على أوراق الصحف المبعثرة العاثرة المتعثرة.

فك الله أسرك يا اتحاد، كنت ملتقى الأمير والغفير الغني والفقير ابن المدينة وابن البادية يلتقون ويتسامرون ويتعاهدون على دعمك ويحلمون بانتصاراتك، فحل محلها الفرقة والجفا وغياب الوفا، كان الجميع يدخلون من باب واحد فأصبحوا يدخلون من أبواب متفرقة، فللشرفي باب، وللمشجع باب، وللفراش باب، وللاعب باب، فأصابوك في مقتل.

فك الله أسرك يا اتحاد، كنت تصرع الكبير والصغير، وتمشي متهاديا منتصرا، وإن كنت مهزوما ينظر إلى ركبك وركب جمهورك، الصغير والكبير يتمنون اللحاق بك أو الوصول إلى مرتبتك، وعشق أبنائك، فإذا بنا اليوم نراك تسقط صريع هدف الدقيقة الأخيرة.
فك الله أسرك يا اتحاد، بـ 100 ألف نتحكم فيك وفي مصيرك ومصير من سيقودك ويتولى زمامك وآمال جماهيرك.

فك الله أسرك يا اتحاد، يوم طعنت بعض الأقلام المهترئة في صفوة الشرفاء من شرفييك، في فكرهم وصفائهم ونقائهم ونياتهم وجهودهم، وتاريخهم ودعمهم، فلطخوا بدراهم معدودة سجل الوفاء الذي يحمل بصمة تميزك.

فك الله أسرك يا اتحاد، حينما غاب عن ساحتك رجال وهامات دعمت في صمت ولم تحف أقدامها وراء الشاشات والصحف والمناظرات ولم ترم بتاريخك في دهاليز المحاكم والمطالبات.

فك الله أسرك يا اتحاد، ممن يطبلون بما سموه المنجزات والتخطيط والإدارة وسلبوا انتصاراتك وانتصارات أبنائك، ونسبوها لأنفسهم وأخفوا عن جماهيرك ما تنوء به سجلاتك من تجاوزات وخروقات ومطالبات عبثت بسمعتك ومصداقيتك.

فك الله أسرك يا اتحاد، بمن اشتروا الأصوات ووضعوها في جيوبهم ليفرضوا أنفسهم على ساحاتك وآمال أبنائك.
فك الله أسرك يا اتحاد، يا فريق الوطن ممن بساقط القول تخطوا حدود اللحمة الوطنية بالضرب على وتر العصبية فأذوا بذلك شعبيتك شمالا وجنوبا شرقا وغربا.
فك الله أسرك يا اتحاد، كنت تنتصر بروح أبنائك اللاعبين المخلصين وليس بعقودهم ومقدماتهم والشيكات فاقدة الرصيد.
فك الله أسرك يا اتحاد، كنت تخرج منتصرا رغم تكالب الظروف عليك بقوة ودعاء الضعيف من أبنائك، بدعوة تمشي من ورائك من العم يحيى والعكبري وموسى وزين والجوكر.
فك الله أسرك يا اتحاد، كانت دفاترك منتظمة ومستنداتك مشرعة تتحدى المهرة من المراقبين فأصبحنا نخفيها خوفا مما فيها.
فك الله أسرك يا اتحاد، فاليوم أبحث بين ثناياك عن طلال الأمير والأفندي الأفندي وعبد المحسن المحسن فإذا بهم غابوا غياب الشمس وتواروا خلف سحب الاختلاف والشوشرة والصحف مدفوعة الأجر.
فك الله أسرك يا اتحاد، فما زال في قلبي بقايا أمل وبقايا شطر بيت من شعر يتردد في خاطري "الشمس وإن غابت لازم لها شروقي".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي