شعر وعبارات ثناء للمعلمين في أوراق اختبارات الطلاب لاستعطافهم

"الله يوفقك يا أستاذ تساهل معنا في التصحيح" إحدى العبارات التي يلجأ في تذييلها بعض الطلاب والطالبات في أوراق إجابتهم في نهاية اختبارات الفصل الأول، ظناً منهم أن مثل هذه العبارات البعيدة عن المادة الدراسية ترقق قلوب معلميهم الذين يصححون ورق إجابتهم في منحهم مزيداً من الدرجات، بل إن بعض الطلاب ممن ينظم الشعر يلجأ إلى الاستعانة به في توجيه رسالة إلى معلمه مكونة من بعض الأبيات بأسلوب أدبي.
ويرى عدد من المختصين في مجال التربية والتعليم أن مثل هذه العبارات والأبيات الشعرية والرسومات التي يكتبها الطالب في ورقة الاختبار هي تختلف من طالب إلى آخر، حسب الظروف المحيطة به.
يقول محمد الهندي عضو لجنة الاختبارات في إحدى المدارس الثانوية شرق الرياض: "إنني ومن خلال عملي في اللجنة وفحص أوراق إجابات الطلاب أقرأ بعض العبارات والأدعية وأبياتا شعرية تكتب في أسفل الورقة وعلى جوانبها من قبل بعض الطلاب، فمنهم يهدف إلى استعطاف المصحح بهذه الكتابات، وأعتبر أن الخروج عن الإجابات في أسئلة الاختبارات، شعار يرفعه كثير من الطلاب والطالبات، ويكون إما طالبا متميزا بفكره وقادرا على الإبداع فيحاول أن يظهر ذلك للمصحح، خاصة إذا طال وقت الامتحان، حيث يجد الطالب لديه وقتاً فيقضيه في مثل هذه الأشياء، أو طالبا ضعيف المستوى لا يجد ما يكتبه كإجابة عن أسئلة الامتحان فيرى أن الكتابة هي الطريق الصحيح".
وعن آلية التعامل في مثل هذه الحالات، ذكر الهندي أنه يتم تنبيه الطالب شفهياً بحسب الكتابة، وإذا تكرر ذلك يتم أخذ تعهد على الطالب دون إلغاء اختباره، وإبلاغ ولي أمره بذلك، ثم يحول للجنة التوجيه والإرشاد لدراسة حالته إذا احتاج الأمر لذلك.
واعتبر عضو لجنة الاختبارات في ثانوية شرق الرياض أن بعض الكتابات تدعو للضحك، وفي بعضها تدل على الحالة النفسية التي يعيشها الطالب أثناء الاختبارات كالرسومات غير المتعلقة بالمادة. مشيراً إلى موقف تكرر من أحد الطلاب حيث اعتادوا على هذا الطالب يذيل أسف ورقة إجابة الاختبارات بدعاء للأستاذ المادة وتنصيص كلمة"أنت أحسن أستاذ" حيث تكرر هذا المشهد في جميع اختبارات الطالب، مما دعا اللجنة لاستدعائه والاستفسار عن سبب كتابة ذلك، فقال الطالب إنه يحاول من ذلك ترقيق قلوب المصححين وكعلامة ألفت انتباه جميع المعلمين، وهذا ما حدث بالفعل بدليل استدعائكم لي.
من جانبه، يرى عبد الله المجاهد مرشد طلابي في ثانوية تبوك شرق الرياض، أن فراغ ذهن الطالب من أي معلومات للإجابة عن الأسئلة تجعله يفكر بشيء ما يضعه،وظنا منه أن المسألة هي ملء الفراغ فقط يبدأ بالرسم وكتابة الشعر. وقدم المجاهد بعض النصائح للطلاب ومنها: الاعتماد على الله سبحانه وتعالى والتوكل عليه والثقة به بأنه هو الميسر والمدبر، والتفاؤل في النظر إلى الأمور وأن يثق في نفسه ويرفع من نظرته إلى ذاته وأن يبتعد عن جلد الذات التي يقوم بها البعض، وأن يثير الدافعية لديه من خلال أهمية ما يقوم به من مذاكرة وأنها جزء من نظرته إلى ذاته وتحقيق لأهداف القريبة والبعيدة، تنظيم الوقت للمذاكرة، والتعود على نماذج من أسئلة الاختبارات السابقة وخاصة طلاب الثانوي العامة، الإجابة عن الأسئلة الأسهل ثم التدرج بعد ذلك، واستخدام الهوامش أثناء المذاكرة. والنوم بشكل جيد.
من جانبه، تفاوت عدد من الطلاب في سبب لجوئهم للكتابة في ورقة إجابات للاختبار، فمنهم يرى أنه نوع من لفت الانتباه لهم من قبل معلميهم، والبعض الآخر كنوع من الاستعطاف لتغير الدرجات، حيث يرون أنها تؤثر في المصحح في احتساب الدرجات، وبعضهم يرى أنها وسيلة توضيح للمعلمين بحبهم وتقديرهم لهم.