متورطون جدد في قضية قطاع الطرق.. التحقيقات تؤكد ارتكابهم 100 جريمة
متورطون جدد في قضية قطاع الطرق.. التحقيقات تؤكد ارتكابهم 100 جريمة
كشفت مصادر أمنية مطلعة تحدثت إلى "الاقتصادية" أن التحقيقات مع أفراد العصابة الثمانية التي امتهنت قطع الطرق، ونصبت نقطة تفتيش وهمية منتحلين صفة رجال أمن لسلب وسرقة سالكي الطرق الإقليمية بين الرياض والمناطق الأخرى، وإطلاق النار على رجال الأمن، أثبتت تورط أشخاص جدد معهم في القضايا المنسوبة إليهم، في الوقت الذي أكد فيه مصدر أمني "إن العمل جار الآن للإفصاح عن عدد من المتورطين الجدد في قضية قطع الطرق قريباً".
وأوضحت التحقيقات التي ترأسها المقدم ناصر عبد الله الهويدي مدير شرطة شقراء، تورط العصابة في قضايا سلب وسرقة أخرى غير المنسوبة إليهم والتي أعلن عنها أمس الأول.
ردود فعل بدورهم، علق أمنيون ورجال دين وقضاة وتربوون على الإنجاز الأمني، مؤكدين أن العقوبة الرادعة هي الحل لوضع حد لمثل هذه الجرائم.
يقول اللواء المهندس الدكتور سعد بن عبد الله العريفي، "إن من أسباب استخدام القوة في سلب الضحايا هو التساهل في تطبيق العقوبات الشرعية الرادعة مثل حد الحرابة التي شرعها الله سبحانه وتعالى لحفظ أمن المجتمع وقد قيل في المثل "من أمن العقاب أساء الأدب" وكذلك تعاطي المخدرات والتي تجعل متعاطيها لا يفكر في العواقب وكذلك من الأسباب البطالة والفراغ ومن الأسباب أيضا شدة الفقر والحاجة إلى المال".
#2#
ويضيف: "هذا الأسلوب يسبب الرعب والهلع للناس ويؤثر بشكل سلبي في المجتمع وقد تنقطع مصالح الناس بسبب الخوف كما أنه يؤثر بشكل كبير في الأمن وسمعة الأجهزة الأمنية وزعزعة الثقة بها، مثنيا في الوقت ذاته على هذا الإنجاز الأمني الذي يضاف إلى النجاحات المتواصلة لشرطة الرياض بقيادة اللواء عبد الله الشهراني".
أما الدكتور عبد الرحمن بن سلمة القاضي في المحكمة الكبرى في الرياض فقد قال: من فضل الله ومنته على هذه البلاد المباركة أنه عبر تاريخها المديد أنه ما أراد مغرض سوءا بأمنها وأهلها إلا كبته الله وأمكن منه وذلك تحقيقاً لموعود الله "الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور".
#3#
وزاد: "ومن ذلك ما أعلن عبر وسائل الإعلام من إقامة حد الحرابة على مجموعة من قطاع الطريق المفسدين في الأرض الذين هيأ الله لهم يداً من الحق حاصدة وذلك بفضل الله أولاً وأخيراً ثم بجهود ويقظة رجال الأمن حفظاً للأمانة ورعاية للمسؤولية الملقاة على عواتقهم وبمتابعة مستمرة من قائد الأمن الأول الأمير نايف بن عبد العزيز".
في حين تطرق الدكتور سعد بن سعود آل فهيد وكيل وزارة التربية والتعليم إلى إن محاربة الجريمة أصبحت إحدى الضرورات المهمة من أجل توفير الأمن والاستقرار للمجتمع، والجريمة تهدد حقوق الإنسان وحرياته الأساسية والتي ينتج عنها إزهاق للأرواح ومساس بالكرامة والسلامة الجسدية وخسائر اقتصادية فادحة بل هي في الحقيقة اعتداء على حق الإنسان في الأمن والعيش في سلام، كما أنها قد تدفع الدولة إلى تحويل بعض الموارد لمكافحتها وكان الأولى أن تتجه إلى جهود التنمية.
#4#
وأكد أن الدولة تحرص على استئصال الجريمة لكي لا تصبح هناك أساليب جديدة لها، التي قد تمثل عدواناً جدياً على مصالح فردية وجماعية لأن الأمر قد يتحول من انحراف أفراد معزولين وعاجزين إلى إجرام واسع النفوذ يتمتع بمستوى غير مسبوق من القدرة الفائقة على الابتزاز.
وقال: "الدولة توفر المحاكمة العادلة وفق الشريعة الإسلامية وتسعى لتحقيق العدالة كهدف أساسي تسعى الدولة بكل أجهزتها من قضاء وشرطة لتحقيقه وقد أمرنا ديننا الحنيف بالعدل في القول والفعل والقضاء، ونظام الحكم ينص على أن العدل أساس الملك. ومن الواضح أن هناك مساهمة مجتمعية في تحقيق هذه العدالة، ولوزارة الداخلية الدور الكبير في تحقيق استراتيجيتها التي تقوم على بناء الثقة والطمأنينة لدى مجتمعنا بكل فئاته عبر التشاور والتواصل الفعالين".
#5#
من جهته، أوضح الدكتور عزام الشويعر مدير إدارة المناهج في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أن الأمن مطلب ضروري في حياة الإنسان وهو قوام الحياة تتطلع إليه المجتمعات وتحرص عليه وتؤمن له الإمكانات المادية والبشرية فإذا فقد الأمن لا يستساغ الطعام ولا يهنأ الإنسان بعيش ولا يتلذذ بنوم ولا ينعم براحة يعرف ذلك أولئك الذين أرقهم الخوف فأفزع نهارهم وأقلق ليلهم لذا من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ وحماية الضرورات الخمس الدين والعقل والنفس والنسل والمال.
وبين أن المحافظة على الأمن واجب الجميع، العلماء والدعاة والمعلمين والأطباء والشباب والنساء لأنه إذا اضطرب الأمن ظهرت الفتن وتزلزلت الأمة وكثر الخبث ولا يتحقق الأمن إلا بجهود تبذل من رجال مخلصين و معايرة و توجيه ورعاية من قيادة تقوم بأمر الناس.
ومع تطبيق هذه الحدود على المجرمين لنا وقفات نتذكرها: إن مما تميزت به المملكة العربية السعودية في هذا العصر عن سائر الأوطان السبق في تطبيق الشريعة الإسلامية في كافة المجالات ومنها أقامة الحدود على المجرمين بعد توافر الشروط وانتفاء الموانع وهذا الأمر قد أثنى وأشاد بنجاحه الكثير من الباحثين في المؤتمرات والندوات العلمية العالمية.
#6#
إن في إقامة الحدود زواجر تردع النفوس عن اقتحام الجرائم وتجنبها خشية أن تلحقهم تلك العقوبة فأحكام الإسلام لا تقطع اليد استهانة بها أو تجلد الظهر تحقيراً للإنسان ولكن ردا ًوتهديدا ًللمجرمين ونشرا للطمأنينة بين المواطنين. فالهدف من العقوبة منع وقوع الجريمة في المستقبل فالعقوبة موانع قبل الفعل و زواجر بعده.
ويواصل: واجب الآباء والمربين وأئمة المساجد وخطباء الجمع الإرشاد والتوجيه إلى العلم النافع الذي يكون حاجزا من الفتن والمغريات فنزرع في القلوب تعظيم الله وخطر الاعتداء على الحرمات وأهمية المحافظة على الضرورات الخمس التي أمر الإسلام بالمحافظة عليها والدفاع عنها والتوجيه بالقول والفعل فالنتيجة المتوقعة أن مجتمعا تعلم وتربى على الفضيلة لن يقدم أفراده على السلب والنهب والاختلاس والاعتداء وأكل الأموال بالحرام .
من جهته ثمن اللواء عبد الله الشهراني مدير شرطة منطقة الرياض، الجهود المبذولة من مدير شرطة محافظة شقراء والعاملين معه في تعقب المجرمين وتضييق الخناق الأمني عليهم، ما أسفر عن سقوطهم وتقديمهم ليد العدالة.