العالم و الولايات المتحدة الأمريكية
عثمان عبده طبيقي
ان تغير العادات الشرائية في امريكا المترفة من التردد في شراء السلع الاستهلاكية الكمالية إلا في أضيق الحدود و العدول الى شراء السلع الاستهلاكية الأساسية لهو أمر جلل يقابله العالم بصدمة ليس اقل من مريعة!!!
كذلك السيل المتلاطم من البشر ذوي الياقات و الأكمام الذين يفقدون وظائفهم يوميافي وول ستريت و محلات التجزئة و مصانع السيارات يزيدون من حجم تلك المهزلة التي شارك فيها ارباب البنوك في دولة رأسمالية عريقة . روسيا التي انجرفت نحو الحرية الرأسمالية هاهي تقرأ من جديد كبار مفكريها اليهود كارل ماركس و كينز و خلافه .
بريطانيا ترى أن هناك حلولا اسلامية في مصرفية تنزل بسعر الفائدة الى الصفر و تدفع نحو التنمية النظيفة الخالية من الجشع و التوتر النفسي و تري انها تحقق عدالة للبشر برغم الزخم المسيحي الييمني المتشدد .
الدول العربية ليست صاحبة مبادرة بل هي تثق فيما يقدمه الغرب حتى لو كان اختيارهم مصرفية اسلامية ؟؟!!
نظرية المؤامرة في الشارع العربي تقول ان امريكا تفتعل ازمة ائتمان لكي تنظف جيوب العالم و الا لماذا كان المال الصيني في خزائنها بعيد المنال؟؟؟
الصناديق السيادية لتلك الدول حديثة العهد بالثروة مثل روسيا و الهند و دول الخليج في بدايتها اخافت امريكا و اوربا حيث راح المنظرون يطرحون نظريات المؤامرة جليا و يعتقدون مثلا برغبة ابوظبي في تملك امريكا و رغبة دبي في حيازة موانيء امريكا و يصورورن الأمر بكارثية مهولة .
اليوم امريكا تستجدي هذه الدول و تتسول الأموال التي كانت تخيفها لتطحنها في الترس الأمريكي الكبير .
دول الخليج تتخوف من فك ارتباطها بالدولار فهذا ماتريده امريكا الغارقة بحمولتها و التي تتخفف من تلك الديون العظيمة التي تحملها عن طريق رميها في البحر لا نريد فك الارتباط ومضاعفة خسائرنا بل نريد من امريكا التي تنظف بيتها ان تلمع اثاثنا معها نحن باقون والسفينة ستلقي بحمولتها الزائدة ثم تعود للإبحار بنشاط كونوا متعقلين .
في كل مرة اذهب فيها الى حلقة الخضار وأرى سعر كيلو البامية يصل الى 30 ريالا يشتد الجدال بيني و بين زوجتي حيث احلم بالعودة الى مسقط رأسي جيزان و مزاولة الزراعة و تربية الأغنام و انشاء منحل لقد تكاثر الصينيون و الهنود و اغتنوا لدرجة مزاحمتنا في مصادر الغذاء و زاد الطين بلة قيام الغرب بتحويل جزء كبير من الزراعة من قمح و ذرة الى مصادر للوقود البديل (استخراج غاز الميثانول) بالله عليكم ألا يجدر بي الذهاب الى قريتي!!!