نجيب الزامل..الإنسان الذي غيرّني!
روان حسن
لو كنتَ يوماً تقف على حافة جرفٍ متأرجحاً..أو كنتَ في الصحراء تائهاً لاتستدل على الطريق..وأتى أحدهم وأخذ بيدك ووضعك في طريق الحياة ..وحولّك من قطرة ماء مبعثرة على الأرض لاقيمة لها الى غيمةِ تمطرها السماء فتسقي الحياة بالحياة..وذاك دون أي مقابل..دون أدنى كلمة شكر تُكتب أو حتى تُقال.. ذاك أستاذي النجيب..وتلك أنا..
يمرُ الإنسان ومهما بلغت قدرته على التحمل في سدفٍ مظلمةٍ أحيانا..وتتقلب موازين الحياة لديه في لحظة وهن..وقتها لاتعمل لديه حتى المناطق المعتمة داخل عقله..يفتقد الى بصيص النور في قلبه وكيانه..في الدنيا بشكلٍ أعم وأقرب..
ويوم كنت...كانت مقالاته تبني وترمم كل الصدوع داخلي..وكالبلسم تمر على كل الجروح تُطهرها حتى تبرأ..ممزقةً بذلك كل العفن..مصادرة كل الأفكار المعتمة..وتطلقني كل صباح على مسرح مضيءٍ في الحياة..وتضعني في مصاف النجوم في السماء..
نهرٌ من النور جارٍ تلك المقالات..تُزهر الضفاف دون أن تتوقف أو تلتفت..تتلألأ على جانبيها وفيها ومنها زهورٌ من المعاني الجميلة الراقية التي يستطيع الإنسان أن يعيش معها بإطمئنان مع نفسه..مع الناس..
تنساب كلماته في الروح فتريحها وتوقظها من سبات..يبني فيها الإنسانية..معاني الحب ..معاني الأمل..معنى أن تعيش في مجتمع متكاتفاً مع الآخرين..دون أن تنهزم أمام أنانيتك وتعيش وحدك ولأجلك...
وعلى صفحة سماء يخطُ أفكار إيمانية ساطعة..يرسمها بريشة مبدع متقنٍ لفنه وصنعته ..يخرجها في أنقى صورة للعيان..لتكون الحياة وقتها مع الله أكثر إيضاحاً..أكثر صدقاً..وإيمان.
ذلك الإنسان بكلماته غيرني..وكأنه رسم إليّ خارطةً جديدة للكون..للحياة..أسبغ على روحي الهدوء..وجانبني التيه..علمني أن الحياة تُستحق أن تُعاش ألف مرة..بكل سوءها..بكل جمالها..وأن تغيير الكون يبدأ منّا وفينا..وبنا..بأننا نحن الحياة.