يا مجلس الشورى إني حزين
طالعتنا الصحف بخبر مفاده أن مجلس الشورى الموقر دعا لتكوين لجنة متخصصة لدراسة أسباب إخفاقات الرياضة السعودية واقتراح الحلول ورفعها إلى المقام السامي، دعوة غريبة للجنة رياضية جديدة ستعيدنا بكل اقتدار إلى نقطة الصفر أو المربع الأول مرة أخرى، إنني لا أريد أن أناقش أو أحاور أو أجادل بل أود أن أطرح بأسى وحزن واستغراب المعلومات التالية لمقام مجلس الشورى الموقر.
بتاريخ 5/4/1423هـ وبرقم 10852 وجه خادم الحرمين الشريفين ( ولي العهد آنذاك) أمره للأمير عبد المجيد بن عبد العزيز رحمه الله (بدراسة كافة السبل التي تؤدي إلى نهوض ورفعة شأن الرياضة في المملكة بشكل عام، والأنشطة الشبابية وكرة القدم بشكل خاص والاستعانة في ذلك بمن يراه من المختصين قي شئون الرياضة ورجال الأعمال في القطاع الخاص والقطاعات البنكية والغرف التجارية).
بتاريخ 6/4/1423هـ شكل الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز رحمه الله لجنة عليا من 14 عضوا تحت رئاسته لتنفيذ الأمر السامي.
بتاريخ 11/4/1423هـ شكل رئيس اللجنة العليا ست لجان فرعية وهي لجنة دراسة الأنظمة واللوائح ، ولجنة دراسة وتطوير كرة القدم ، ولجنة دراسة وتنمية الموارد المالية ، ولجنة دراسة وتطوير الأنشطة الشبابية والرياضية، ولجنة المتابعة والتنسيق ، ولجنة دراسة المرحلة الانتقالية للتخصيص.
بتاريخ 27/4/1424هـ وبعد انتهاء اللجان من أعمالها رفع الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز رحمه الله إلى خادم الحرمين الشريفين (ولي العهد آنذاك ) تقريرا بنتائج الدراسة والتوصيات التي توصلت إليها اللجان المختلفة بعد توحيدها ودمجها مشكلة في مجملها قاعدة مهمة لانطلاق التطوير الشامل للشأن الرياضي والشبابي في المملكة.
بتاريخ 9/9/1424هـ أصدر خادم الحرمين الشريفين أمره برقم (خ/ب/43214) بتشكيل لجنة وزارية لدراسة التقرير المقدم بنتائج الدراسات والتوصيات برئاسة سمو الأمير عبد المجيد وعضوية عدد من أصحاب السمو والمعالي الوزراء.
بتاريخ 18/5/1425هـ وبرقم 7/ب/25769 اعتمد المقام السامي توصيات اللجنة الوزارية وأصدر أمره السامي إلى صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز بتنفيذ وتطبيق التوصيات وفق ما أوصت به اللجنة التحضيرية المنبثقة من اللجنة الوزارية.
بتاريخ 29/8/1425هـ وبرقم 20254/ل/ض شكل الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز رحمه الله لجنة عليا من عشرة أعضاء مهمتها الإشراف على فرق عمل تطبيق توصيات اللجنة التحضيرية المنبثقة من اللجنة الوزارية والمعتمدة من المقام السامي.
بتاريخ 6/11/1425هـ شكل الأمير عبد المجيد ثلاث فرق عمل لدراسة تنفيذ وتطبيق التوصيات المعتمدة من المقام السامي وهذه الفرق هي فريق عمل التخصيص والموارد المالية من 15 عضوا برئاسة الأمير عبد الله بن مساعد ، وفريق عمل إعادة الهيكلة التنظيمية والقانونية والبشرية من 17 عضوا برئاسة إبراهيم أفندي ، وفريق عمل متابعة الاستراتيجية والتنسيق والتعريف بعملية التغيير من 18 عضوا برئاسة لؤي بن أحمد المسلم
عملت فرق العمل بقوة على وضع الدراسات اللازمة لتطبيق التوصيات المعتمدة متخطية عديدا من الصعاب والعوائق بدعم من الأمير عبد المجيد رحمه الله والمستمد من رغبة المقام السامي في وضع التوصيات موضع التنفيذ ، إلا أن مسيرة ومصير آلاف الساعات التي قضاها عشرات المختصين من خيرة أبناء الوطن على تلك الدراسات والتوصيات تحطمت وذهبت أدراج الرياح بوفاة الأمير عبد المجيد ين عبد العزيز .
لقد عاصرت بشكل أو بآخر الجهود المضنية التي قام بها أعضاء اللجان فقد شكلت أفكارهم وخبراتهم منظومة رياضية فريدة في نوعها لو كتب لها التطبيق لأحدثت للرياضة السعودية نقلة نوعية حضارية غير مسبوقة على المستوى الإقليمي والقاري، إن المقام والمساحة والصلاحيات لن تسمح لي بمزيد من التعمق في تفاصيل تلك الدراسات والتوصيات وأسرارها بل وعوائقها، إنني أضع بالتواريخ أمام مجلس الشورى الموقر مسار دراسات وتوصيات معتمدة وجهود مضنية ذهبت أدراج الرياح، فهل نأتي اليوم وبعد ذلك كله ندعو للجنة جديدة ولدراسة جديدة لتوصيات سبق وأن اعتمدها المقام السامي ، حسبنا الله ونعم الوكيل.