"سواق الحارة" للخدمات الجماعية.. التوصيل بضمان محل الإقامة!
"سواق الحارة" للخدمات الجماعية.. التوصيل بضمان محل الإقامة!
لم يكن المقيم "ديوان" هندي الجنسية يستبعد أن يحصل على أكثر من عمل عندما قدم إلى الرياض للانضمام إلى فريق العمل في إحدى شركات القطاع الخاص، فهو يعلم أن العمل ثماني ساعات يوميا ليس بالطموح الكافي الذي يحقق له أمنياته التي دفع "الغربة" ثمنا لها، فقد وضع لنفسه استراتيجية خاصة للعمل وقتا إضافيا في أي مهنة أخرى بعد انتهاء عمله الأصلي، إلا أن "ديوان" لم يتخيل أن عمله الإضافي سيكون "سائقا خاصا" لأهل الحي الذي يقطنه، وسيتجاوز مدخوله الشهري ما يجنيه من وظيفته الأصلية!
الحكاية بدأت مع "ديوان" عندما استعان به أحد جيرانه لإيصال أبنائه إلى المدرسة كل صباح، وذلك بدفع مبلغ مقابل هذه الخدمة كل صباح، وبمرور الوقت استمر "ديوان" بتقديم خدماته إلى أهل الحي، بإيصال أهالي الحي إلى أي مكان يرغبونه مقابل مبلغ مادي لا يتجاوز ما يتم دفعه إلى الليموزين، مع فارق أن "ديوان" يعد من أهالي الحي ومعروف لديهم، إضافة إلى أنه ينتظر مرافقيه حتى ينتهوا من قضاء حاجياتهم لإعادتهم إلى منازلهم سالمين، وهو الأمر الذي لا يتوافر عند الاستعانة بليموزين للذهاب إلى مشوار ما.
هاتف "ديوان" الخاص لا يهدأ، فهذه "أم سعود" تطلب مشتريات خاصة من "البقالة"، يذهب ديوان لإحضار طلباتها ويقبض المبلغ بعد تسليم المشتريات إلى المنزل بزيادة مبلغ بسيط قيمة التوصيل، أثناء ذلك تهاتفه "أم سالم" لإحضار ابنها من النادي الصحي، و"أبو فهد" يصر على "ديوان" المرور به للعودة إلى منزله لأنه وضع سيارته في الورشة لتصليحها، كل هذه الأمور قد يقضيها "ديوان" في مشوار واحد فقط، لأن المنازل التي يخدمها أثناء عمله الثانوي بجانب بعضها.
أحد سكان الحي يؤكد أن "ديوان" يقدم خدمات جليلة لجيرانه، رغم أنها خدمات مدفوعة، إلا أنها لا تصل إلى حد "الجشع" كما يرى، فالسائق الذي يقدم خدماته إلى أهل الحي كلهم دون استثناء، موثوق لدى الجميع وهو ما يراه السكان أمرا مهما في السائق الذي يأتمنونه على أطفالهم، فهو يسكن في الحي الذي يسكنون فيه، وأسرته مندمجة مع أسر الحي، كما أنه – يقصد السائق ديوان – يتمتع بأخلاق مثالية تجبر الجميع على احترامه والوثوق به.
بطل القصة "ديوان" يؤكد أن ما يحصل عليه من دخل مادي لوظيفته الثانوية، أكثر مما يحصل عليه في وظيفته الرسمية، ليس هذا فقط، بل إنه كما يقول يحصل على دخل مادي أكثر مما يحصل عليه المتخصصون في المهنة (أصحاب الليموزينات)، ويعزو ذلك إلى أن أصحاب الليموزينات لا يتمتعون بزبائن يثقون بهم كما يتمتع هو، وأنهم لا يستطيعون إنهاء خدمات أكثر من زبون في مشوار واحد، إضافة إلى أن حب الناس هو ما يجلب الرزق كما قال.