الأطباء الشرعيون .. هل يقطعون الجثث ويعبثون بأحشاء الموتى؟ (1 من 2)
الأطباء الشرعيون .. هل يقطعون الجثث ويعبثون بأحشاء الموتى؟ (1 من 2)
سؤال عفوي يطرحه عامة الناس على ذوي الاختصاص في حالة وفاة قريب لهم وتطلب الأمر تشريح الجثمان لمعرفة سبب الوفاة، وبالأخص في الوفيات الجنائية ويعقبه عشرات الأسئلة عن طريقة التشريح، وهل تقطعون الجثة!؟؟ هل ترمون بأحشائه!؟؟ أليس في هذا تعذيب للمسلم؟؟ أليس الأولى سرعة الدفن.. إلخ، وقد نفاجأ إذا صدر السؤال من أصحاب الشهادات العليا والمثقفين، كما راعني وجود تصريح لأحد الصحافيين في جريدة يومية مشهورة بقوله إن الطبيب الشرعي يقطع الجثة إلى أربعة أجزاء. وأنا على يقين بأن هذا الصحافي لم يسأل في ذلك طبيباً شرعياً وإنما بناءً على معلوماته المغلوطة.
فالطبيب الشرعي بقدر ما هو إنسان ضعيف ورحيم إلا أن واجبه العلمي والإنساني والديني هو خدمة العدالة، وإجراء التشريح لشخص متوفى أياً كانت ديانته رغم مافيها من آلام نفسية للأهل، وما فيها من تعد على حرمة المتوفى إلا أن فيها واجباً دينيا تعهد به الطبيب الشرعي أمام الله وأمام هذا المتوفى.
أن يكون ما قام به هو خدمة لهذا المتوفى، وإحقاق حقه، ورفع الظلم عمن سواه، وهذا في نظري من أجل المحظورات التي تستباح فيها المحذورات وأن كسر عظم المتوفى ككسره حيا مع ما فيها من إيلام إلا أننا قد نضطر إلى كسره حياً لتعديل إعوجاجه، فمن باب أولى كسره ميتاً إذا كان ذلك سينصر مظلوماً، أو يعتق رقبة، أو ينتصر له بعد وفاته، والطبيب الشرعي أثناء قيامه بتشريح الجثمان يضع في حسبانه الخوف من الله أولا وكبر الأمانة الملقاة على عاتقه، مع الرحمة والإنسانية، في ظل التزامه بالتعليمات المنظمة لعلمه كطبيب شرعي، إضافة إلى ماورد في مراجع الطب الشرعي، حيث لايتجاوز ماورد فيها من طرق تشريحية ليس فيها أي تمثيل بالجثة او تقطيع عشوائي أو رمي أو تخزين أحشائه...(يتبع)
والله أعلم،،،،
د. سعيد غرم الله الغامدي
المشرف على إدارة الطب الشرعي في "صحة الرياض"