حملة "خلوها تعنّس" والجيل المظلوم!
وصلتني مطلع الأسبوع الماضي دعوة على بريدي الإلكتروني وعلى بريد صفحتي الشخصية في موقع facebook للانضمام إلى حملة بقيادة مجموعة من الشباب السعوديين بعنوان "خلوها تعنس".
وتستهدف هذه الحملة إجبار أولياء أمور الفتيات اللاتي وصلن إلى سن الزواج على عدم المطالبة بالمهور المرتفعة التي يعجز عن توفيرها غالبية الشبان المقبلين على الزواج اليوم بسبب انخفاض دخولهم .
ولا أخفيكم أنني وافقت على الانضمام للحملة بعد تردد بسيط سرعان ما تجاوزته عند رؤيتي أسماء أصدقائي الذين سبقوني والتحقوا بها, مع أن غالبيتهم متزوجون ولن يستفيدوا شيئاً من حملة كهذه إلا إن فكروا بتكرار تجربة الزواج وهو أمر لا أعتقد أن أغلبهم يمتلكون الشجاعة لمثله.
وبعيداً عن صفة العنوسة التي تنتمي لثقافتنا العربية العريقة, دعوني أوضح لكم أنني أعتقد جازماً أن هناك ثقافة جديدة باتت تكتسح المجتمع بشكل غير مسبوق تتثمل في سلوك المقاطعة والتكتل من أجل ذلك , بينما لم يكن مثل هذا السلوك شائعاً سابقاً إلا في حالة مقاطعة منتجات دول معينة, وهو ما يكشف أن هناك جيلا جديدا يتحرك وفق خطط مدروسة في حالة التعبير عن الرفض بعكس الأجيال السابقة التي كانت تكتفي بإعلان رفضها كلامياً أو كتابياً عبر المقالات والقصائد الشعرية الغاضبة و و و...
هذه الثقافة التعبيرية الجديدة لم تنتشر عن طريق المجالس أو الشوارع أو الأسواق وإنما عن طريق العالم الافتراضي الجديد (الإنترنت) وهو ما يكشف قدرة الشبكة العنكبوتية على تغيير التركيبة الثقافية للمجتمع, ويمكنكم التأكد من ذلك عن طريق التحاور مع جيل النت وغيرهم لتكتشفوا أن هناك فوارق كبيرة جداً بين الطرفين وقد تكون في حالات أكبر من القواسم المشتركة بينهم !
وعود على حملة "خلوها تعنس" يجب القول إنني لا أتوقع ولا أتمنى لها أي نجاح لسببين أحدهما أن من سـ "يعنسن" إن لم يتجاوب أولياء أمورهن هن بنات هذا الوطن, أما السبب الثاني فهو "الحسد" بحكم انتمائي إلى الجيل المظلوم! طبعاً سيتساءل بعضكم عن سبب وصفي لجيلي بالجيل المظلوم, وللإجابة عن ذلك يمكنكم العد معي:
أولاً : جيل ما قبل الإنترنت!
ثانياً: جيل جوال "العشرة آلآف"!
ثالثاً: جيل ما بعد و ما قبل البعثات "حصل عليها الجيل الذي سبقنا والجيل الذي لحقنا"!
رابعاً: جيل حرب الخليج في بداية التسعينيات ويمكن وصفه بجيل الكمامات والأشرطة اللاصقة على نوافذ المنازل!
خامساً: جيل فوازير رمضان على القناة الأولى وأفلام الكارتون لمدة ساعة بعد العصر فقط!
سادساً: أكملوا يا أبناء جيلي!