هذا النقص هو سبب "الخراب"!
هذا النقص هو سبب "الخراب"!
نسبة الطلاق في بلدنا قد وصلت حداً عالياً يقلق كل مهتم بمستقبل الأجيال المقبلة وكل باحث تربوي واجتماعي، والحقيقة التي لابد من مواجهتها أن نبحث في جذور المشكلة التي أحدثت هذه النسبة المرتفعة للطلاق وتمزق الأسرة وتفريق شملها.
مهما استعرضنا الأسباب لن نخرج من دائرة المشكلة ومحيطها، فلابد من معالجة الجذور والأساس لتنمو النبتة في ظروف جيدة وبيئة سليمة.
إذاً لابد لنا من عودة إلى ينبوع قيمنا ومنبع هدينا في هذا الأمر فكما نعرف جميعاً أن الله تبارك وتعالى قد فصل لنا في القرآن كل شيء تفصيلاً. ومما جاء به محمد عليه الصلاة والسلم ما يقيم حياتنا وتسكن به نفوسنا، وتطمئن به قلوبنا.
الذي يحدث اليوم من ثقافة الفضائيات لتلقي ثقافة الحياة الزوجية، وتتبع آثار الغرب في إقامة العلاقات بين الأزواج ، وتوقع الرومانسية المفرطة كما في فترة الخطوبة والتعارف وطلب ما هو مستحيل من أحد الزوجين من شريكه ليصل للتفاهم والحب لهو أمر بعيد عن ما وجه إليه ديننا.
فالحياة الزوجية تبنى أول ما تبنى على المودة والرحمة وهذه مفهومها أعمق من مفرداتها لأنها تعني الكثير من التسامح وغض الطرف عن الهفوات وعيوب الآخر، وسعة الصدر في ما يصدر من نقص وضعف في نقاط معينة في الطرف الآخر والعفو عند المقدرة وكظم الغيظ، بل ومقابلة السيئة بالحسنة.
ومعروف أن الدين هو المعاملة وأن أقرب الناس يوم القيامة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام أحسنكم أخلاقاً. حسن تعاملنا مع بعضنا البعض كما هو أشد مطلباً في الحياة الزوجية. وهذا النقص في تعاملنا سبب الصدع والخراب الذي نعانيه في المجتمع السعودي. والكل يتسابق ليثبت أن الآخر هو المخطئ وأنه هو الضحية. لهذا كله أنصح بشدة العودة إلى منهجنا الإسلامي منذ البحث وقبل الرؤية الشرعية عن الأخلاق والدين للرجل، وقبل الجمال للمرأة عن الدين والعفة والطهر والأصل والمنبت الطيب.
مدربة معتمدة في برامج تطوير الذات
واستشارية مشاكل الأسرة