السؤال الصحيح

يكمل برنامج المسابقات الشهير Jeopardy 40 عاماً من سنوات البثّ ليكون بذلك من أهم برامج المسابقات حول العالم، فكرة المسابقات فيه ببساطة تتلخص في إعطاء الإجابات للمتسابقين ومطالبتهم بتقديم الأسئلة حول هذه الإجابات.
مثلاً يطرح المذيع إجابة : “ أعلى عاصمة في العالم " فيسأل المتسابق : أليست لا باز - بوليفيا ؟.
والمتسابق له حرية اختيار موضوع من ستة مواضيع على شاشة العرض، ثم يحصل كل سؤال صحيح على مبلغ معيّن من الدولارات ويحسم الخاطئ مبلغ آخر.
العملية العكسية في حدّ ذاتها تعمل على تنشيط التفكير وتشجيع سرعة البديهة، أما المتسابقون فيأتون من مختلف الخلفيات الثقافية والأكاديمية لاختبار معلوماتهم العامة أولا ثم تجربة خبراتهم التخصصية من جهة أخرى.
من الإضافات المميزة لهذا البرنامج تقديم حلقات مختلفة من حين لآخر لتنويع المنافسات، كالحلقات التي تعرض منافسة بين طلاب جامعات مختلفة لتحديد أي الجامعات أكثر ثراء بالمعرفة.
أو الحلقات الخاصة بالأطفال والناشئين لتعزيز مواهبهم، وبالطبع يتغير محتوى الأجوبة ومستوى صعوبتها بتغير الضيوف.
كما تقام حلقات يعود ريع الجوائز فيها لجهات خيرية ويشارك فيها عادة المشاهير، وأخرى لذوي الاحتياجات الخاصة التي تخصص لهم آلة للكتابة بلغة بريل في المرحلة النهائية والتي تتطلب من كل مشترك كتابة السؤال للإجابة الأخيرة ومن ثم تقديم المبلغ الذي يرغبون في (المجازفة) به على ضوء المبالغ التي جمعها كل منهم في كلا المرحلتين الأولى والمزدوجة.
خلال العقود الأربعة الماضية تبنت دول كثيرة نسخاً محلية من البرنامج ووظفته حسبما تقتضيه ثقافتها والمستوى المعرفي لمتسابقيها.
تحوّل برنامج المسابقات إلى علامة تجارية شهيرة تنتج سنوياً كتب وألعاب كمبيوتر ولوحات لعب تقليدية مع بطاقات تحوي الإجابات.
أتمنى تبنّي فكرة هذا البرنامج من قبل إحدى قنوات التلفزة العربية، فهو بحقّ مصدر معلومات غنيّ جداً وفيه تسابق حقيقي يقوم على تدريب التفكير بعيداً عن المسابقات الساذجة التي تسخر من عقل المشاهد قبل تثقيفه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي