كاتي مارمنو: السعوديون يتفهمون القدرة القيادية للمرأة أكثر من الألمان واليابانيين
كاتي مارمنو: السعوديون يتفهمون القدرة القيادية للمرأة أكثر من الألمان واليابانيين
شاركت 79 من العنصر النسائي منهن 49 سيدة و 30 طالبة ماجستير في ورشة العمل التي جرت أمس للنساء القياديات ولخصت قواعد النظر إلى السيدات كقائدات و العوائق التي تواجههن.
و قالت لـ "الاقتصادية" كاتي مارمنو باحثة في قيادة المرأة في منطقة الشرق الأوسط إن المشكلات التي تواجه السيدات كقائدات متشابهة في كل المجتمعات وإن كانت تزداد في المجتمعات الفقيرة أو ذات الدخل المنخفض.
#2#
وأشارت إلى أنه نظرا للمستوى الاقتصادي للعائلة لا تجد المرأة في السعودية مشكلة بالموازنة بين البيت والعمل بخلاف المجتمعات الأخرى مثل: مصر والأردن وقالت من خلال حديثها مع سيدات عاملات تبين لها أن الكثيرات قد يرفضن منصبا مهما أو ترقية لكي لا تكون رواتبهن أعلى من رواتب أزواجهن مفضلات خيار العائلة على العمل والطموح، بينما تتلخص مشكلة غالبية الموظفات في حال مرض ابنها عن العذر الذي ستقدمه للمدير لغيابها هل تخبره أنها هي المريضة أم ابنها، منوهة إلى أن المرأة تتعرض للشد والجذب بين العائلة و العمل، كما تتعرض للشد والجذب بين التقاليد والعصرية.
كما سردت الاختلافات بين الصورة الذهنية للمرأة والرجل القياديين فالمرأة عليها أن تكون مبتكرة ومثقفة ولديها القدرة على التمييز بين المشاعر والأفكار.
#3#
وعلى الرغم من أن عينة الدراسة لم تكن كبيرة إلا أنها أوضحت لنا أن السعودية تتقدم بالنظرة إلى المرأة كمديرة عن دول كاليابان و ألمانيا ويوضح الجدول أن الرجل السعودي كانت لديه نظرة محايدة في تقبله لأن تحظى المرأة بأدوار قيادية بخلاف الرجل في ألمانيا واليابان حيث كانت نظرة الرجل فيها بالسالب وكذلك بالنسبة لنظرة السعوديات في المملكة لحيازة المرأة لأدوار قيادية.
من جهتها، أكدت إليزابيث أنجلو، بروفيسورة في الإدارة، على نظام الكوتا الذي يشجع على مشاركة أكبر للسيدات كما في دول كالنرويج، ولكن المشكلة أن هذا النظام يجب أن يطبق برغبة من الدولة والشركة نفسها وليس بتوصية من جهة معينة لذا فهي لا تستطيع أن تطالب الشركات و المؤسسات هنا بتطبيقه رغم كونه يساعد المرأة على الوصول لمناصب قيادية بشكل أسهل، مشيرة إلى أن القيادة ليست موهبة ليتحلى بها الرجل أو المرأة بل هي علم ومبادئ يمكن التدريب و التعليم عليها.
و أوضحت رولا تسابيحجي مديرة العلاقات الخارجية في مركز إنسياد في أبو ظبي أن جامعة إنسياد تسعى الآن لإرساء قواعدها في منطقة الشرق الأوسط فهي الآن ليست معروفة على مستوى أوروبا وأمريكا فقط بل إنها متطلعة إلى أن تسهم في ورش العمل تلك في التعبير عن صوت السيدات ومع أن الورشة أو الندوة لن تخرج بتوصيات إلا أن النقاشات التي تتيحها مثل تلك الورش تبادل الخبرات تعمل تدريجيا على تذليل العقبات والمشكلات أمام المرأة كقائدة ومديرة.
وعبرت أمنية شاهد منسقة يوم المهنة وخدمة المجتمع في جامعة الأمير سلطان في ختام ورشة العمل، عن سعادتها بأن تساعد مثل تلك الورشة على مناقشة أوضاع السيدات في المملكة كقائدات والتعرف إلى العقبات
والمشكلات التي تواجهن في عملهن قائلة بأن مركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر في الجامعة ورغم تأسيسه منذ عام واحد إلا أن تقديم تلك الدورة مع جامعة إنسياد يعد إنجازا له، وكشفت عن نية المركز في تنظيم عدد من الفعاليات خلال العام المقبل مثل يوم المهنة، التعاون مع أكاديمية أوراكل، إضافة إلى إعداد وتقديم المؤتمر الأول عن طريقة التحصيل والتعلم والتدريس الحديثة، منوهة بأن الجامعات الآن عليها ألا تقتصر على تقديم المواد الأكاديمية، بل تعمل جهدها من أجل تنيمة المهارات واكتشاف الهوايات لدى الطالبات والسيدات في مختلف المجالات.
وعلى هامش الورشة استعرضت هبة عامر مديرة مشاريع في شركة مايكروسوفت، تجربتها في الإدارة والتحديات التي واجهتها في الموازنة بين العمل و الحياة الشخصية، مؤكدة أن المرأة هي من تصنع مستقبلها قائلة للسيدات إن الخيارات ربما لا تكون متاحة أمامها بكثرة كالرجل، ولكن نجاحها يتوقف على عامل إيجاد الفرصة والنجاح فيها، حيث كانت تعمل مديرة على 12 فردا من فريق مكون من رجال ونساء وكانت تصغر عددا منهم، مشددة على أهمية استغلال الفرص حتى لو كانت قليلة.
في الوقت الذي استضافت الندوة رئيسة قسم الإنجليزي في جامعة الأمير سلطان وهي أمريكية مسلمة (20 عاما) وتعمل في المملكة منذ فترة طويلة، منوهة باستمتاعها بالعمل وسجلت ملاحظتها على تحسن وضع المرأة في المملكة من حيث إتاحة الفرصة لها لتعليم أفضل وفرصة أكبر بتحقيق الذات وخدمة المجتمع قائلة إن تذليل العقبات أمام المرأة القيادية ينبع من المؤسسات الأكاديمية المعنية بتكوين أفكار الجيل المقبل.
واعتبرت وفاء محمد الباز مديرة شؤون الطالبات أن اختيار الطالبات المشاركات كان بناء على شروط وضعتها إنسياد نفسها إلى أن الإقبال من الفتيات كان كبيرا، معتبرة أن تلك الورش فرصة لتنمية القادة لدى فتيات الجيل المقبل، وتهيئتن للدور، وركزت على أن مشكلة بعض الفتيات تكمن في النظرة السلبية لورش العمل والنداوت لأن خلفيتهن لديها أنها غير مفيدة، ولكن تلك النظرة تتغير في سنة تخرج الفتاة أو بعدها فيصبح لديها ثقة بأن تلك الورش فرصة للحصول على وظيفة أو عمل أفضل.
آراء المشاركات في الورشة
وركزت سوزان الزواوي مديرة المكتب النسائي في شركة ارتياد للتدريب على أهمية تطوير قطاع التدريب في المملكة قائلة بأن الهدف الرئيسي يجب أن يكون تكوين كفاءات محلية سعودية في قطاع التدريب قائلة إن همية تلك الورشة تأتي أن بها أمثلة من بيئة المملكة فمشكلة ورش العمل أنها تكون مستوحاة من واقع مغاير لواقعنا إلا أن تلك الورشة اختلفت بأنها احتوت على أمثلة عربية وسعودية تقنع المشاركات قائلة بأن أهم ما يجب أن تركز عليه المراة لتنجح كقائدة ألا يصيبها الغرور وما يعرف بالنقطة العمياء وهي ألا ترى عيوبها الإدارية، خاصة أن مشكلتنا عندما يوجد إنسان بمنصب فإن من حوله لا يلفتون انتباهه لعيوبه ما يجعله يقع في أخطاء إدارية من الممكن تفاديها لو تعلمنا كيفية تقييم الذات.
وأكدت سارة القويز من كلية اليمامة أن السيدات هن من بيديهن تغيير نظرة المجتمع لهن، واعتبرت أن من أهم التحديات التي تقابل المرأة هي رفض الرجل أن تكون مديرته امرأة فبعضهم يترك العمل لسبب كهذا، مؤكدة أن تلك النظرة لن تتغير إلا إذا أثبتت السيدات نفسها مطالبة بتنمية الوعي لدى الشركات بتغيير نظرتها لسعات الدوام بالتركيز على الإنجاز وليس عدد ساعات نظام العمل فقط.
وبينت منال عبد الله إحدى مشاركات في الورشة أن المشكلة في نقص الثقة في قدرات فتيات الجامعة على القيادة، إضافة إلى غياب التفكير النقدي لدى الكثيرات، لأن التعليم والمناهج لم ينم هذا إلى الآن، ووصفت ورشة العمل بالجيدة إلا أن المشكلة أن ثقافة المتحدثين تفرض نفسها في تلك الورش لأنه غالبا ما لديهم صورة مسبقة عن المجتمع السعودي، ولكن المناقشات التي تحدث على جانب الورشة قد تزيل تلك الحواجز.
واعتبرت سارة القرشي منسقة جودة في جامعة اليمامة أن التغيير لن يأتي على طبق من ذهب للنساء، فتقديم تلك الورش مفيد أن تبدأ المرأة بالتغيير في نطاق أسرتها ومن ثم نطاق عملها وبعدها يأتي التغيير الأوسع في نطاق المجتمع، قائلة إنها تعلمت أن المرأة قد تكون قائدة في الظل وإدارية في دفع القادة حتى لو لم تحصل على القيادة، لظروف اجتماعية ما زالت غير مهيأة لذلك.
مقارنة بين ثقافات الدول في نظرة كل من السيدات و الرجال لقيادة كل من الطرفين
#4#