صعوبة النطق وموضة الأسماء الجديدة يوقفانها.. "السماوة" تندثر!
صعوبة النطق وموضة الأسماء الجديدة يوقفانها.. "السماوة" تندثر!
مع اختلاف العادات التي تميز أطياف المجتمع السعودي، والتداخل العالمي الذي يؤثر في هذه العادات ويقلص حضورها، إلا أن حضور "السماوة" أو عادة تسمية الأبناء على شخصيات مقربة، لم يختف كليا كما اختفت عادات أخرى، إذ بقي لهذه العادة حضور بسيط من خلال حرص بعض الآباء على تسمية أبنائهم بأسماء مقربين يحبونهم، وحرص هؤلاء المقربون على إهداء "السماوة" وهي هدية عينية للمولود المسمى عليهم.
وتعرف تلك العادة بـ "السماوة " والتي يقصد بها تسمية المواليد سواء كانوا ذكورا أو إناثا على أسماء الوالدين أو الإخوة أو الأقارب أو على كبير العائلة وشيخها المسن، إلا أنه في وقتنا الحالي بدأت تندثر وتتقلص بفعل تلك العوامل وأصبح نادرا ما نسمع أن شخصا رزق بمولود وأقدم على تسميته باسم والده أو والدته، ولعل الكثير من العوامل أدت إلى ابتعاد كثيرين من مجتمعنا عن تلك العادة القديمة، أهمها الابتعاد عن الأسماء غير المقبولة سواء لقدمها أو لصعوبة نطقها، كما أن التعدد في تسمية كبير العائلة من قبل الأولاد تعد سببا في إرباك محادثة ومناداة أبنائهم.
جلوي العقيفي أحد الذين يرون أن عادة "السماوة" تقلصت كثيرا في مجتمعنا، مشيرا إلى أن ابتعادهم عن تسمية أبنائهم على أقاربهم سواء والديهم أو أشقائهم كان بسبب تخليهم عن تقاليد الآباء والأجداد وتأثرهم بالثقافات المحيطة بهم. ويضيف العقيفي أن الشخص الذي يرزق بأولاد ولا يقوم بتسميتهم على آبائه لا يعد من العقوق، مضيفا أن الشخص ربما يهتم بطاعة والديه في أمور كثيرة ولعل منها الاعتناء بهما وطاعتهما وعدم معصيتهما أو مخالفتهما في آرائهم غير المخالفة لشرع الله.
ويشير العقيفي إلى أن مجتمعنا أصبح متشبعا بعديد من الثقافات الخارجية بفعل العوامل المتقدمة والتي أصبحت في متناول أيديهم بفعل الشبكة العنكبوتية أو متابعة المسلسلات والأفلام الأجنبية التي غيرت الكثير من أفكار مجتمعنا المحافظ ، مشيرا إلى أننا نلاحظ أن أغلب أفراد المجتمع أصبح يقلد تلك الثقافات والتقاليد الأجنبية ولا يبالون بعواقبها الوخيمة. ولفت العقيفي إلى أن التسمية على الآباء أصبحت من النوادر من خلال اندثارها الكبير وعدم التقيد بها.