هل أعددنا العدة ؟!
في ظل الترقب الحاصل دولياً، تبحث الشركات العالمية عن مواقع جديدة لتنطلق بأنشطتها في الشرق الأوسط وتحديداً دول الخليج. فبعد الأزمة المالية التي يمر بها الاقتصاد العالمي فإن خريطة التمركز لتلك الشركات العالمية حتماً سيطرأ عليها تغيير لإعادة التمركز والاستفادة من أخطائها السابقة.
ولعل الدور الذي تقوم به الهيئة العامة للاستثمار في السعودية SAGIA يطمح إلى خلق البيئة الاستثمارية في السعودية لتكون إحدى أفضل عشر بيئات استثمارية عالمية في 2010م وذلك تحت برنامج مبادرتها 10 x10. ولو نظرنا إلى النصف الممتلئ من الكوب لربما تكون السعودية في وضع أفضل من غيرها - في ظل هذه الأزمة - لتحقيق هدفها لاستراتيجية إعادة التمركز التي قد بدأت بعض الشركات العالمية في البحث فيها.
واليوم لا أتساءل إذا كانت SAGIA تعمل على خلق بيئة استثمارية جذابة في المملكة لأنها تمضي قدما وتتقدم في تلك المبادرة. لكن السؤال هو: هل أعد المطورون المنتجات العقارية التجارية التي تتواكب مع متطلبات تلك الشركات؟!. والمقصود بذلك أن لتلك الشركات ثقافتها وأنظمتها الإدارية وسياستها تجاه مواردها البشرية وكذلك بيئتها العملية. فاليوم نقرأ ونشاهد تلك الشركات التي تنهج سياسة متفتحة نحو أوقات العمل وخلق البيئة التي تدعو إلى اللحمة بين موظفيها وخلق علاقات اجتماعية داخلية تحفز خلق روح الفريق وبالتالي العمل الجماعي لتحقيق هدف أوحد هو الإنتاجية، وأن تحقيق ذلك يتطلب خلق بُنى تحتية وفراغات تساعد تلك الشركات لخلق بيئتها العامة مع تكيفها محلياً. ويندُر اليوم محلياً أن تسمع بمشروع يحوي فيه بُنى تحتية ذات مواصفات عالمية، كألياف بصرية أو حتى أنظمة ميكانيكية صديقة للبيئة والتي تحفز على الاسترشاد في الطاقة وكذلك الاسترشاد في استخدام المياه أو حتى وجود مباني أو مشاريع ستنفذ أو تحت التنفيذ هي بذاتها مصممة لتتفاعل مع بيئتها المحيطة من حيث المواد المستخدمة أو طريقة التصميم التي تعمل على الترشيد في الخدمات المقدمة التي قد تضر بالبيئة المحيطة أو البيئة الخارجية، وأذكر ذلك لأن كثيرا من تلك الشركات العالمية تحوي ضمن مبادئها وقيمها الرفق بالبيئة وتحفيز مبادئ الاستدامة والعمارة الخضراء كقيم جوهرية عامة أو حتى في عرفها اليومي من الترشيد في استخدام الورق والتركيز على الإلكترونيات للمخاطبات بأكبر قدر ممكن. أما بشكل خاص وعودة إلى ما ذكر أعلاه فإن بعض تلك الشركات تعمل على خلق بيئات داخلية أقرب ما توصف بها إلى أنها بيئات شيقة فنجد في بعض منها صالات ألعاب رياضية وصالات اجتماعية تمكن للموظف الاستمتاع بفنجان شاي مع أحد زملائه في الأقسام المختلفة وبعض تلك الشركات تخطت ذلك إلى أنها استحدثت صالة ألعاب إلكترونية ليستمتع موظفوها بها. ولا نستطيع أن نقول اليوم بأن هذه الشركات تبالغ في رغبتها في البيئة التي تطمح إلى خلقها وتعمل عليها لأن تقييم الموظف دائماً مستمر ومبني على الإنتاج وهذا هو المحك الرئيس.
فيا ترى هل لدينا - أو أننا حتى أعددنا العدة - لخلق بيئات أعمال أو مكاتب تستطيع تلك الشركات تكييف ثقافتها وعكس بيئاتها فيها لنسهم إيجابا في قراراتها لإعادة تمركزها محليا ؟!
أترك ذلك لكم يا معشر المطورين.