الأزمة العالمية تتطلب من الشركات الاهتمام ببيئة العمل لتحقيق أعلى إنتاجية
بداية نبارك لكم دخولكم ضمن قائمة "الاقتصادية" لأفضل بيئة عمل سعودية لهذا العام, ونود لو حدثتمونا عن فلسفة وتوجهات الشركة المتعلقة بتوفير بيئة العمل المثالية لموظفيها؟
الحمد لله على توفيقه على هذا الإنجاز الذي يعود في الصالح العام للشركة وأبنائها الموظفين وإلى المجتمع أيضا, بالنسبة لتوفير بيئة عمل صحية للعاملين في شركة "العِلم" فهو جزء رئيس من المنظومة الاستراتيجية للشركة، نحن نعلم أنه كما للشركة حقوق والتزامات يقوم بها هؤلاء الموظفون تجاهها إلا أن هنالك أيضا لهم علينا كنتيجة طبيعية إذا كان موظفونا ينعمون بالاستقرار النفسي في عملهم في الشركة وأداؤهم معتمد على ذلك الشعور الممزوج بسعادتهم كونهم جزءا من هذه المنظومة الوطنية المتفوقة فإن النتائج حتما ستكون رائعة لكلا الطرفين: الشركة وأبنائها الموظفين, بما ينتج في محصلته تقديم خدمات من هذه البيئة على مستوى من التطور يستفيد منها المجتمع بكل شرائحه.
موظفونا الذين نتحدث عنهم هم أبناؤنا من هذا الوطن ونحن وهم جسد واحد نجاحهم وتفوقهم نجاح لنا ومن ذلك انطلقت فكرة أن تكون البيئة داعمة لهذه الشريحة التي هي جزء كبير ومهم من كيان العِلم.
من واقع تجربتكم، كيف ترون أهمية بناء بيئة العمل المثالية في ظل الأزمة العالمية التي نعيشها اليوم؟
الأزمة العالمية التي عصفت بكثير من الأسواق العالمية تتطلب من الشركات تحقيق الظروف المثالية الكفيلة بالوصول إلى أعلى مستويات الإنتاجية والإبداع في العمل والرضا الوظيفي، وذلك لمواصلة عملها والتغلب على أي عقبات قد تواجهها، حيث إن الموارد البشرية المؤهلة تأهيلا جيداً تعدّ رأس المال بالنسبة للشركات التي تتطلع إلى مستقبل مزدهر لأعمالها، وعملية استقطاب الموظفين الأكفاء وتدريبهم وتنمية مهاراتهم وقدراتهم أصبح من أهم المقومات الرئيسية لنجاح الشركات، ودول الخليج العربي حالياً تتجه نحو الاندماج في الاقتصاد العالمي بسرعة مذهلة مع تحرر أسواق الأعمال المحلية, الأمر الذي سيؤدي إلى نشوء منافسات في مجالات جديدة كلياً، ولم يعد من الصعب فقط استقطاب كوادر بشرية تسهم في نمو الأعمال بل الأصعب منه الاحتفاظ بهذه الكوادر، خلاصة القول إن الموارد البشرية المؤهلة والمدربة المطلعة على المستجدات والمتغيرات العالمية والإقليمية والمحلية هي حجر الزاوية لنجاح أي شركة أو مؤسسة وإذا لم تكن بيئة العمل مستقرة ومريحة وتحقق ذلك الطموح لمنتسبيها فتسرب الموظفين سيكون أبرز مشكلاتها وستتم إعاقة جميع متطلبات تطورها بسبب هذا الأمر.
من وجهة نظركم، ما الذي يميز بيئة العمل في الشركة بشكل عام عن غيرها من الشركات؟
كما أسلفت سابقا الشركة ترى أن عليها حقوقا وواجبات تجاه موظفيها ولا تنظر لهم على اعتبار أنهم موظفين، لا إطلاقا، بل هم أبناؤنا وإخواننا نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم وهذا جزء أساسي من سياسة الشركة تجاه الموظفين كان هنالك عديد من البرامج الموجهة للموظفين والهدف منها أن يكونوا على قدر من الراحة النفسية ويسود جو عملهم الاستقرار والسعادة.
تتميز بيئة العمل بقيامها على أسس معرفة كل فرد حقوقه وواجباته بشكل واضح جدا, إضافة إلى الشفافية المعتمدة في كل إجراءات العمل في الشركة والقائمة على تعاون بين الموظفين في الشركة باختلاف مهماتهم وإداراتهم جنبا إلى جنب مما يجعل نتيجة أعمالنا دوما متقنة وعلى مستوى عال من المهنية, إضافة إلى البرامج الاجتماعية التي تقيمها الشركة دوما والهدف منها أن تكون الأواصر الأخوية بين أبنائنا الموظفين كما هي دوما في أروع صورها وما يتبع تلك اللقاءات الرائعة لكل آرائهم وأطروحاتهم في جميع الجوانب, وقد اعتدنا دوما تنظيم حفل خاص بالموظفين كل سنة لمدة يوم كامل يحضره كافة أعضاء الإدارة العليا ضمن برنامج مخصص لهذا اليوم, إضافة إلى البرامج الأخرى كالإفطار السنوي الذي تقيمه الشركة لمنسوبيها في شهر رمضان الكريم, وحفلات المعايدة وكذلك برامج العلاقات الداخلية التي توجه فيها الدعوات للغداء الجماعي بين موظفي الإدارات ورؤسائهم، إضافة إلى برامج رحلات الصيف والعمرة التي تقدم للموظفين ليتمكنوا من السفر سوياً وقضاء أوقات جميلة فيما بينهم كأسرة واحدة لا حواجز أو رسميات تعتري علاقتهم.
ونحن دوما أساس اهتمامنا بالموظف أننا نراه على أنه ابن لنا ودائرة الاهتمام فيه تصل إلى استشعار احتياجاته وحل أي مشكلات قد تنغص عليه صفوه، حتى لو كانت مشكلة خاصة للموظف, فالشركة تقف إلى جانبه فيها، فالأبواب مفتوحة والآذان صاغية لأي موظف كان في "العِلم".
كيف تلخصون الجهود التي تبذلونها بشكل دائم لتطوير بيئة العمل لديكم؟
هناك جهود كبيرة تقوم بها الشركة لتطوير بيئة العمل لديها، حيث تعمل الشركة في إطار منظومة عمل جماعية ومتكاملة، تعتمد على المنهجية والالتزام والجودة في الأداء الجماعي، وإبراز المهارات والقدرات الإبداعية للأفراد، في إطار خطط وسياسات الشركة واستراتيجياتها المستقبلية، من خلال تطبيقنا أرقى المعايير المعمول بها عالميا في العناية بالموظفين, لأن طموحنا جميعاً يتعدى المرحلة الراهنة إلى آفاق مفعمة بكثير وكثير من الأعمال، التي تحقق الحلول المعلوماتية سواء الحكومية، أو للشركات ، وصولاً للأفراد من المواطنين والمقيمين، ونحن نسعى دائماً لتطوير بيئة العمل بشكل أكبر لتحقيق بيئة أفضل ومراكز أكثر تقدماً.
ختاماً، ما نصيحتكم للشركات السعودية من واقع تجربتكم في بناء بيئة العمل المثالية؟
الشركات السعودية يجب عليها أن تدرك أن هناك فوائد عديدة تجنيها الشركات التي تتمتع ببيئة عمل مثالية أهمها تحسين الأداء واستقطاب الكوادر الوطنية المبدعة والمؤهلة والراغبة في بيئة عمل مثالية وآمنة، ومزيداً من ثقة العملاء في كل القطاعات بالخدمات والمنتجات التي تقدمها الشركات وغيرها من الفوائد التي ستنعكس إيجاباً على سمعة الشركة واسمها في السوق، ونحن ندعو جميع الشركات إلى تطبيق أفضل ممارسات الموارد البشرية التي تصب جميعها في مصلحة الموظف وبيئة العمل المثالية المحفزة للإنتاج والإبداع.