لو استشعرنا المسؤولية
نلاحظ اليوم توجه الكثير من الشركات إلى تفعيل أو استحداث برامج المسؤولية الاجتماعية (CSR) Corporate Social Responsibilities والتي بدورها وعلى قدر حجمها واستطاعتها تقوم تلك الشركات بالمساهمة في برامج التنمية والتوعية بالمجتمع ومن تلك الشركات ما يقوم بتلك الأعمال بشكل تقليدي ومنها ما هو خلاق بتلك البرامج وذلك لتعم الفائدة لأكبر قدر في ذلك المجتمع، أو حتى تخطيه إلى مناطق أخرى.
وقد تطور هذا المفهوم من الخدمة الاجتماعية حتى بات يطلق على بعض الشركات والمنظمات شركة أو منظمة صالحة ( أي أنها شركة ذات مواطنة ) Citizen Corporate وذلك نظير الأعمال الإيجابية التي تدعم بها المجتمع الذي تعمل به، وفي حقيقة الأمر, فإن موضوع اليوم لا يخص الشركات, بل يخصنا نحن كأفراد، فلو استشعرنا حقيقة وجودنا على هذه الأرض وأننا مستخلفون فيها يقول تعالى:( وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم ).
ولو استحضرنا قول النبي عليه الصلاة والسلام:" كُلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" لانعكس ذلك على إحساسنا بالمسؤولية كلٌ على قدر طاقته واستيعابه.
فيا ترى لو استشعر كل فرد منا، بقدر طاقته، مسؤولياته نحو بيئته، مجتمعه واقتصاده وذلك بالدافع الروحاني لما تمليه علينا تعاليم ديننا الحنيف لما رأيت شجرا يتلف أو أرواحا تزهق نظير سرعات جنونية ولا رأيتنا حتى في دوائرنا الحكومية نقف بانتظام لقضاء احتياجاتنا, ولرأيت المجتمع يمتنع عن رمي النفايات علناً في قارعة الطريق ولو استشعرنا تلك المسؤولية الاجتماعية لما سُرق بيت جاري وأنا أشاهد ولما بات ذلك المسكين وهو في عازة.
أما اقتصاديا فحدث ولا حرج لكن أقلها لما احتجنا أن نصرف مبالغ طائلة نظير حملات إعلانية لتعلمنا كيف نسترشد في استهلاك الماء والطاقة.
حسبنا من تلك الانفعالات لذلك الشخص المسؤول في كل واحد منا وخروجه للحظات آنية, ولنكن دائما على قدر المسؤولية لنعيش في محيطنا المبني بعناصره الأساسية (البيئية، الاجتماعية والاقتصادية) بتفاعلنا جميعا كل على قدر استطاعته فسبحانه لا يكلف نفساً إلا وسعها.