الاصطفاف الإيجابي

إنّ الوقوف في طابور لانتظار خدمتك والتزام مكانك ومراعاة الآخرين حولك ليس علامة ضعف كما يعتقد البعض، على العكس, إنه الخصلة الطيّبة المغيّبة كثيراً اليوم!
نقصد أماكن محددة, منها مراكز التسوق والدوائر الحكومية والخدمات بأنواعها، حينما نوجد هناك لدى كلّ منّا حاجة ينوي تحقيقها, لذا لا يمكن تقديم أنفسنا على الآخرين بحجج كالملل من الوقوف أو العجلة التي لا تؤدي إلى فائدة تذكر.
في هذه الأثناء, إما أن يتمرّد أولئك الذين نحرمهم من حقهم وإما يصمت أولئك الذين يخشون الجدل وتهضم حقوقهم، لكننا حينها سنكون عرضة لدعوة مظلوم لا يحجبها عن الله شيء!
من أمثلة العشوائية في الطوابير استخدام الأطفال أحياناً لسد المكان وتجاوز الآخرين، أو استغلال النساء لخصوصيتهن لتجاوز الرجال والحصول على الخدمة أولاً وهذا غير عادل في بعض الأحيان.
مسببات ثقافة الفوضى لم تكن يوماً ما وليدة لحظة, فهي تبدأ من التنشئة مع الأطفال عندما لا يزرع فيهم ذووهم احترام الأدوار المختلفة، بدءا بالحديث أو حتّى الطلبات اليومية البسيطة التي يجب أن يراعوا فيها انشغال الوالدين بأخوتهم أو بأشياء أخرى.
وتنشأ كذلك من الأنانية الشديدة وانغلاق الفرد على نفسه، فهو عندما يجتاز البوابة لمكان ما يكاد لا يرى سوى الموظف الذي سيخدمه خلف المكتب.
وما دامت المسببات والمنشأ معروفة للمعنيين بالأمر, فإن حلها لن يكون بالمستحيل، ولتكن البداية من الموظف المسؤول.
عندما يشهد تراكما للمراجعين أو اختلالاً وعشوائية في الاصطفاف يرفض تقديم أي خدمة لهم حتى يعود النظام للمكان، اتخاذ هذا الإجراء أشبه بنداء الاستيقاظ لمن يتجاهلون النظام وخطوة أولى لعلاج المشكلة.
وتذكروا في المرّة المقبلة التي تذهبون فيها لإنهاء احتياجاتكم في أماكن تتطلب الاصطفاف في طابور أن ما توفرونه من وقت وجهد سيعود عليكم أنتم أولاً بالمنفعة في المستقبل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي