لا للتوعية!

المخدرات آفة ... والتوعية بأضرارها واجب وهاتان حقيقتان لا جدال حولهما، ولكن يغيب عن بعض المجتهدين والمتطوعين أن قضية التوعية أهم من رفع شعار وأكبر من المنشورات وأدق من جلب مدمن متعاف لسرد ذكرياته أمام مجموعة من الأصحاء. في قضية التوعية بالمخدرات للعلم والتجارب الدولية مدارس ومناهج تقسم المجتمع إلى عدة شرائح منها:
· شريحة المدمنين
· فئة المتعاطين
· فئة من يعانون المشكلات الأسرية والانحرافات.
· فئة أسر هؤلاء
· المجتمع العام
ويلحظ الراصد لبعض البرامج التوعوية خاصة في المدن الصغيرة والمناطق البعيدة عن المؤسسات العملية والجامعية طغيان الحماس وعدم وضوح الهدف وبالتالي عدم تحقيق الرسالة التوعوية لأهدافها وهذا ما تحذر منه التجارب العالمية خاصة في قضايا التوعية غير المرشدة والتي لا تستهدف جمهوراُ محدداً برسائل متقنة التصميم لأن مجالها تشكيل القناعات وتغيير الاتجاهات السلوكية، وفي حال المخدرات فإن القضية أعقد لارتباطها بالنواحي النفسية والثقافية للمجتمع في ظل الفوضى المعاصرة لوسائل الاتصال وضعف دور الإعلام الوطني نتيجة توزع الشباب بشكل خاص على عشرات القنوات ومواقع الإنترنت، مما يصعب مهمة الوصول إليهم برسائل توعوية ذكية مقنعة، والخلاصة أننا إذا لم نستطع العمل وفق هذه المعادلة فلا مناص من ترك الاجتهاد ورفع شعار (لا للتوعية) إلا بشروطها ومناهجها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي