حكاية تفاحة!

خلال القرن السادس عشر الميلادي ولِدت عادة أوروبية امتدت لاحقاً للولايات المتحدة الأمريكية، وهي عادة إهداء معلمي الصف الأول تفاحة لامعة مع بداية الدراسة.
أصبحت أولاً متداولة بين الأسر الفقيرة التي لا تستطيع دفع نفقات تدريس أطفالها كما يجب، وفي الوقت نفسه يأملون في أن يتعلم الأطفال القراءة والكتابة في سنّ مناسبة.
هذه العادة ما زالت متداولة حتى يومنا هذا وفي كل عام يتلقى المعلمون والمعلمات تفاحاً لامعاً كهدية معبّرة أو رسالة شكر على الدور الذي يقومون به في زرع المهارات الأولية للتعلم في الأطفال.
في شيكاغو الأمريكية ذهب التقليد القديم لأبعد من ذلك، ففي العام ???? ظهرت جائزة التفاحة الذهبية المخصصة لتكريم المعلمين الأكثر عطاء وتميزاً في الولاية.
في هذه الاحتفالية يكرّم المعلم لجهوده في تحسين العملية التعليمية وابتكار الأجواء الأفضل للطلبة كما يكرّم نجوم هوليوود في حفل الأوسكار!
يقع الاختيار سنوياً على عشرة مدرسين أو مدرسات وتعرض منجزاتهم وأسباب تفوقهم في الحفل.
ويهدف هذا التكريم في المقام الأول إلى الاعتراف بمن يستحق ذلك ورفع مستوى التفكير والأداء بشكل عام عن طريق استعراض آخر ما يتوصل إليه الاساتذة والباحثون من تجاربهم المختلفة.
أما الخطوة التالية لهذا الاعتراف والتكريم هو إعادة توظيف الكوادر التعليمية المميزة في المدارس ضعيفة الأداء أو تلك التي بحاجة لتطبيق أفكار متفردة وحديثة في التعليم.
فلا يوجد طريقة أكثر نجاحاً من تلك التي يطبق بها الباحث طرقه مباشرة في البيئة التعليمية، كما يمكنه مواصلة بحثه واستعراض النتائج المختلفة بتغيّر المدرسة والطلبة بشكل أكثر سلاسة.
أما أولئك الذين لا يحظون بفرصة الحضور للحفل أو الترشح للمسابقة يمكنهم المتابعة من خلال النشرات الصادرة منها والوقوف على التجارب الناجحة لتطبيقها.
نحنُ أيضاً في حاجة لتفاح ذهبيّ، في حاجة إلى مزيد من التركيز على مهنة التدريس ومنحها مزيداً من الامتيازات اللائقة بدورها العظيم الذي تؤدّيه في المجتمع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي