هموم عُليا!

عندما يصل الطالب إلى مرحلة الدراسات العليا في الجامعة يفترض إتقانه مهارات التعلّم الأساسية، حينها تصبح الحاجة إلى الأساتذة غير ماسة إلا فيما يختص بالمواد المستحدثة أو المهارات الجديدة التي لم يحذقها الطالب بعد.
في الجامعات العالمية يستلزم الحصول على شهادة الماجستير فترة زمنية تتفاوت بين العام والنصف والعامين بحسب إمكانيات الطالب في إنهاء المقررات وتقديم الرسالة.
كما يحصل الطالب على خطة مرنة وميسرة تتيح له البدء من منتصف العام الدراسي وليس الانتظار لبداية السنة الدراسية الجديدة.
بالمقابل يعاني الملتحقون بالدراسات العليا في المملكة سنوياً من مشكلة رئيسية ألا وهي إنهاء الدراسة على فترة تتجاوز العامين أحياناً وتعلٍّ مناقشة الرسالة بتوافر الأساتذة المختصين الذين بانشغالهم تتعطل كافة هذه الإجراءات.
حتى عندما يصل الطالب إلى مرحلة كتابة الرسالة يفاجأ في بعض الأحيان بعدم تفرغ المسؤولين وبالتالي بقاء أمر بدء الكتابة والعمل فيها مقيداً.
من جهة أخرى لا يحظى الطلاب باستقلالية المحاضرين فغالبية الاساتذة يؤدون نصاباً أسبوعيا من المحاضرات بين مرحلة البكالوريوس والدراسات العليا، وتقدّم مرحلة البكالوريوس في العطاء بسبب حاجة طلبتها إلى مزيد من المعارف.
أما في مجال المواد الدراسية فيتضح غلبة الطابع النظري وغياب التطبيقات العملية والبحثية مما يترك الطالب بعيداً عن جو مرحلته التعليمية التي تتسم بغزارة المشاريع الأكاديمية ومخرجاتها المختلفة.
كما يتشابه قسم منها ومواد سبق دراستها في مرحلة البكالوريوس والاختلاف البسيط يكون في أداء الأستاذ أو اختلاف المرجع!
وكعلاج لهذه المشكلة يقترح المعنيون بالأمر تيسير إنهاء المقررات التي لا تحتاج إلى أساتذة ومحاضرات، عن طريق تطبيق مبدأ التعلم الذاتي وتحديد فترة زمنية لإجراء الاختبار فيها.
كما يمكن تجاوز مشكلة تغيب المحاضرين وانشغالهم عن طريق تخصيص هيئة تدريس مقتصرة على مرحلة الدراسات العليا ومتابعة اختيار مواضيع الرسالة ومناقشتها في وقت مناسب حتى لا تضيع على الطلبة فرصة الاستفادة من مؤهلهم ومتابعة الدراسة سواء في المملكة أو خارجها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي