عمال وعلماء من بنجلادش
من الأمانة ردها إلى أصحابها، والله يقول "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل"، ومن رد الأمانة الاعتراف بخدمة العامل البنغالي وطبقة العلماء التي ظهرت بين ظهرانيهم والناس لا يعرفون من بنجلاديش إلا الخدم ومن إندونيسيا إلا الخادمات والبلدان ليسا كذلك ولكنها ظروف الفقر القاهرة والفاسد والفساد قبلهما.
والظرف الحالي من الفقر الضارب في بلد مثل بنجلادش حوّل الناس إلى طبقات لا تنتهي من الفقر، وخلفها أهم عامل في الفقر: الفساد.
وليس عبثا قول رئيس وزراء ماليزيا السابق إن ما غير البلد أمران: التعليم والقضاء على الفساد.
ويجب أن يتم غسيل البيت مثل الدرج من فوق لتحت وليس بالعكس، فيجب محاصرة الهوامير والمتنفذين قبل اللصوص الصغار.
وحين قام قراصنة الصومال بخطف حاملات البترول فلأنهم فقراء شحاذون مفلسون ليس عندهم ما يخافون عليه، ولا يبرر ولكن يجب أن يفهم لماذا يحدث؟ ولذا فإن رعب العالم اليوم هو رعب الأغنياء بالدرجة الأولى؟
وتقديرا للعامل البنغالي فقد جاءني في الإنترنت المعلومات التالية أسردها قبل التعليق عليها... وهو يذكر بالألماني مع العامل التركي؟
ليس بمقدور الإنسان الخليجي أن يستغني عن الإنسان البنغالي، فالبنغالي هو الذي يقوم بتنظيف شوارع الخليجي، و يقوم كذلك بالتخلص من القاذورات، كذلك الإنسان البنغالي يخدم الخليجي في مكان العمل، فهو يفتح الأبواب, و يحضر الشاي، و ينقل الأوراق من إدارة إلى أخرى، والبنغالي كذلك, يحرس بيت الخليجي، و كذلك شاليهه، كما إنه يقوم بغسل سيارته و يوصل أبناءه من وإلى المدارس، لكن هناك أمورا أخرى يستفيد منها الخليجي كثيرا، و لكنه لا يعلم أن الفضل فيها يعود إلى بني بنغال
فالخليجي عندما يقوم بعملية الليزك, لا يعرف أن مكتشف الليزك بنغالي
وعندما يتصفح اليو تيوب, لا يعرف أن مؤسس اليو تيوب بنغالي
وعندما يقود الطيار الخليجي طائرته الحربية, لا يعرف أن معدن الطائرة اخترعه بنغالي، وعندما يستمتع بالفيلم الذي اشتراه من بنغالي بنص دينار عن طريق أحدث سماعات بوز, لا يعرف أن بوز بنغالي، و عندما يبني العمارات الشاهقة في بلده, لا يعلم أن الذي طور طريقة البناء العالي الحديثة هو بنغالي و عندما يذهب إلى العيادة لكي ينجب طفلا, لا يعرف أن من رواد عملية أطفال الأنابيب هو بنغالي ، وعبد الستار خان هو مطور المعادن التي تصنع منها الطائرات المدنية و الحربية و مكوك الفضاء، وأبو الحسام (هو مكتشف طريقة لتنقية المياه من الأرسنيك السام، وماني لال باوميك هو من اخترع نوع من أنواع الليزر والذي يستخدم حديثا في عمليات الليزك، وعمار بوز هو مؤسس أشهر شركة سماعات في العالم بوز، وساتيندرا ناث بوز (له اكتشافات في ميكانيكا الكم, و قد سمي الجزيء 'بوزون' على اسمه، أما اوبيندراناث براهماشاري فهو من استخلص مادة لعلاج داء الليشمانيات الطفيلي، كذلك فإن جاويد كريم هو مؤسس موقع يو تيوب في عالم الإنترنت. وينسب إلى فضل خان تصميم عمارة سيرز في شيكاغو و التي كانت الأعلى في العالم إلى أن تم بناء أبراج باتروناس في ماليزيا، ويعتبر برازانتا شاندرا ماهالانوبيس مؤسس معادلة مهالانوبس, و التي تستخدم في مجال الإحصاء، أما سيسير كومار ميترا فهو من أوائل من قاموا بدراسة طبقات الجو العليا. كما عمل مع الفيزيائية ماري كوري في مجال الإشعاع، ويعد الدكتور سوباش موخوبادهيا ثاني طبيب يقوم بعملية ناجحة لأطفال الأنابيب، كما أن آمال كومار رايشاودري فله مساهمات مهمة في مجالات النظرية النسبية، ويعتبر ميج ناد ساها مكتشف معادلة ساها, و التي تستخدم في معرفة مكونات النجوم، وأخيرا وليس آخرا فإن آشوك سين فله مساهمات في نظرية الأوتار الفلكية.. وهذه المعلومات تدل على أن كل أمة لها إبداعات ومشاركات، ولكن يجب الأخذ بعين الحسبان ثلاثة أمور:
الأول: أن بنجلاديش والهند لا تأتي صورتهم من عمال فقراء، وعلماء لامعين، بل النظر للمستوى العام في البلد، وحاليا عدد الهند مليار ويزيد وإسرائيل ستة ملايين ومع ذلك تستورد الهند من إسرائيل تقنيات متقدمة. ومن يصلح لي كمبيوتري هو عبد الناصر الهندي من كيرلا..
الثاني: أن هؤلاء العلماء اللامعين برق رعدهم وجلجل صوتهم حين شاركوا الحضارة العالمية فتعلموا في معاهد متقدمة ولم يكن لأحمد زويل أن يضرب ضربته في تفتيت الزمن إلى الفمتو ثانية لو بقي في مصر؟
الثالث: ألا نستخف قط بأحد؛ فرب ضعيف يصبح قويا، وفقيرا فيصبح غنيا، وقال الرب للمصطفى "ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغني"؟
والله يقول و"اذكروا إذا أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات.."
والبنغاليون قدرهم تعيس هذه الأيام، وزادهم محدود، وفقرهم كبير ونسلهم وفير، وعلمهم ضئيل، وفوضاهم كبيرة، ولكن الله وارث الأرض ومن عليها، فقد يأتي يوم يخدم أبناؤنا عندهم فلنتق الله فيهم ولا نأكل أتعابهم وعرق جبينهم؛ فالبلد يقوم في قسم كبير منه على أكتافهم وخدمتهم فلهم الشكر الجزيل.