كالمستجير من الرمضاء!

نفخر في بلادنا بوفرة المرافق المدارة نسائياً لخدمتها للمرأة وتوفير الخصوصية المرجوة منها دون الحاجة إلى التواصل مع الرجال. من إيجابيات هذه الخدمات أن المرأة العاملة فيها تتفهم احتياجات بنات جنسها وتتعامل معهنّ بلا حواجز لذا تكون أقدر على التجاوب بسهولة وسرعة.
كما أن ساعات العمل فيها تأتي متطابقة مع وضع السيدة السعودية سواء كانت عاملة أو ربة منزل وتمتد فترات العمل صباحاً ومساء لخدمة هذا الغرض. قد يحتاج ذكر الإيجابيات صفحات وصفحات لكنّها تترافق كثيراً بكمّ موازٍ من السلبيات التي تعكر صفو استمتاع السيدات بما يقدم لهن.
من أكثرها وضوحاً غياب الرقابة في بعض المراكز النسائية المرتبطة بمركز رئيسي يدار بواسطة الرجال، وغياب هذه الرقابة يسهّل تراخي الموظفات عن أداء واجباتهن وإكمال نصاب الساعات اليومية لهن. مما يضع المراجعات في مواقف لا يحسدون عليها ويجعلهن عُرضة للذهاب عدة مرات أسبوعياً لإكمال إجراء لا يتطلب سوى عدة دقائق. ومن جهة أخرى تظهر حالات من تفريغ الغضب وسوء التعامل بسبب مزاجية الموظفة وتقبّلها للسيدة! حينها لا يمكن للسيدات التوجه للأقسام الرجالية لإنهاء معاملاتهن لأن الخدمة (محسومة) مسبقاً في مركز يختص بهنّ.
أما الموظفات فيتحججن أحياناً بضرورة الاتصال بإدارة على مستوى أعلى أو إرسال الملفات لأقسام الرجال لكي تصادق والحقيقة أن أيا من ذلك غير ضروري ومطلوب ولكنها حجة لا تملك المراجعة إلا الإذعان لها!
تتوالى المشكلات هذه لكن الشكوى لا تصل للمسؤولين بسبب غياب الرقابة والتدقيق أحيانا أو لأن المستفيدات أنفسهن يرضخن للواقع الحاصل لهنّ. إن الكثير من السيدات اليوم أشبه بالمستجير من الرمضاء بالنّار، لا يستطعن إنهاء أعمالهنّ في الوقت المناسب ويجدن حرجاً كبيراً في التواصل مع الرجال!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي