دعوة لتأسيس صحافة خليجية تعتمد المهنية والتنافسية والحرية المسؤولة
دعوة لتأسيس صحافة خليجية تعتمد المهنية والتنافسية والحرية المسؤولة
أقر رؤساء تحرير الصحف الخليجية خلال اجتماع الجمعية العمومية الثالث لاتحاد الصحافة الخليجية التي تستضيفه "دار الشرق" خلال الفترة من 15 إلى 16 كانون الأول (ديسمبر) الجاري برئاسة تركي بن عبد الله السديري رئيس الاتحاد وحضور ناصر العثمان الأمين العام للاتحاد, مشروع استراتيجية الاتحاد للمرحلة المقبلة من حيث المبدأ, وذلك خلال الجلسة المغلقة التي شارك فيها 40 رئيس تحرير صحيفة في دول مجلس التعاون في دول الخليج, إضافة إلى اليمن.
وتم خلال الاجتماع الموافقة على تشكيل لجنة لتعديل الاستراتيجية وفقما طرح في الاجتماع من مقترحات على أن تعرض في اجتماع الجمعية العمومية المقبل لإقرارها وتكليف الأمانة العامة بتشكيل لجنة من المختصين بوضع مرجعية لعمل الصحافة الخليجية, إضافة إلى تشكيل لجنة لدراسة الاستراتيجية على أن تنتهي من أعمالها خلال ثلاثة أشهر.
وتدارس المجتمعون ما يحيط بالعالم من أزماتٍ مالية تنعكس مباشرةً على الأوضاع في دول المنطقة ورأوا أن ذلك يدعو إلى التعامل مع هذه الأزمة بمزيد من المصارحة والشفافية, وأن يكشف المسؤولون في القطاعات ذات الصلة في بلدان منطقتنا كل الحقائق التي تحيط بأوضاعها المالية والاقتصادية, وأن تتعامل الصحافة بمنتهى الحرية المسؤولة في طرح حقيقة الأوضاع بهدف مواجهة الأزمة من قبل الجميع بوعيٍ وإدراك.
ووافق المجتمعون على التنسيق والتعاون مع مراكز التدريب في دول الخليج وإبلاغ المؤسسات الصحافية ببرامج هذه المراكز للاستفادة منها.
كما أقر المجتمعون إقامة دورات تدريبية تخصصية متقدمة في مجال صناعة الصحافة الحديثة فنياً وتحريرياً بالتعاون والتنسيق مع المنظمات والهيئات والمراكز العالمية المتخصصة في هذا الإطار, وإقامة ورش عمل لبحث الأزمات الآنية التي تمر بها المنطقة أو يمر بها العالم.
وقرر رؤساء التحرير تحديد الاشتراكات الإلزامية للمؤسسات الصحافية والنقابات والجمعيات والهيئات المنضمة للاتحاد بحد أدنى قدره ألف دينار بحريني سنوياً يدفع في آذار (مارس) من كل عام.
وتبنى المجتمعون فكرة القيام بتحرك نحو المؤسسات العامة والخاصة لدعم الاتحاد ماليا.
كما وافق المجتمعون من حيث المبدأ على مقترح جريدة "الشرق" القطرية لإيجاد نظام "إنترانت" بين الصحف المنضوية تحت مظلة اتحاد الصحافة الخليجية, على أن تعد دراسة عاجلة لوضع آلية لإقامة مركز معلومات خاص بالاتحاد يستفيد منه جميع الأعضاء.
وتقرر خلال الاجتماع أن تكون اجتماعات الجمعية العمومية من الآن وصاعداً في دولة المقر, البحرين, ويمكن للأمانة العامة أن تعقد بعض اجتماعاتها خارج دولة المقر في حال تسلمها دعوة بذلك.
وانتهى الاجتماع بتقديم وافر الشكر والتقدير لـ"دار الشرق" القطرية لاستضافتها هذا الاجتماع وعلى ما قدمته من وسائل وجهود كان لها الأثر في إنجاح هذا اللقاء.
وكان تركي السديرى رئيس اتحاد الصحافة الخليجية رئيس تحرير جريدة الرياض ورئيس هيئة الصحافة السعودية، ضرورة العمل على تأسيس إعلام خليجي متميز وفاعل ومؤثر قادر على تعزيز الوعي في المنطقة ويكشف المخاطر التي تحدق بالمنطقة.
ودعا السديري في كلمته خلال أعمال الاجتماع الثالث لاتحاد الصحافة الخليجية بحضور 45 رئيس تحرير صحيفة خليجية الذي يقام في قطر، إلى حشد جهود الاتحاد لتطوير صناعة الإعلام والإعلان وتأهيل وتدريب الكوادر المختلفة، وذلك في إطار جهد جماعى بين جميع المؤسسات الإعلامية والصحافية والإعلانية في المنطقة.
ويقام الاجتماع خلال مؤتمر ومعرض الإعلام والإعلان قطر 2008 الذي تنظمه دار الشرق ويستمر لمدة يومين.
من جهته قال ناصر العثمان الأمين العام للاتحاد إن الاتحاد يخطو خطوات قوية إلى الأمام لتحقيق الطموحات المأمولة في الفترة المقبلة وأن الاجتماع الثالث سيكون نقطة انطلاقة لأنشطة الاتحاد وفقا للخطط والبرامج التي سيتم الاتفاق عليها خلال المناقشات، مشددا على ضرورة إرساء تعاون وشراكات بين المؤسسات الخليجية ورحب بالأعضاء الجدد الذين انضموا للاتحاد خاصة من اليمن، وأعرب جابر الحرمي رئيس تحرير الشرق القطرية أن يكون اللقاء نقطة انطلاق لمزيد من التعاون بين المؤسسات الخليجية المنضوية تحت مظلة الاتحاد أو عبر التعاون الثنائي.
وقال "إننا نأمل أن يخرج الاتحاد بتوصيات وقرارات تسهم في دعم العمل الصحافي وقضايا المنطقة".
ومن المقرر أن يتم خلال الاجتماع بحث مشروع استراتيجية الاتحاد للمرحلة المقبلة ومناقشة برنامج الدورات التدريبية لعام 2009 ومناقشة الميزانيات العامة والاشتراكات وما يستجد من أعمال.
استراتيجية المرحلة المقبلة
ويتضمن مشروع استراتيجية اتحاد الصحافة الخليجية خلال المرحلة المقبلة التي سيتم طرحها خلال الاجتماع:
أولا الإطار الأساسي: ويشمل الدور التفاعلى لاتحاد الصحافة الخليجية وسياسات التنمية الصحافية المقترحة والخلاصة.
ويشمل الإطار الأهداف الطموحة للصحافة الخليجية في المرحلة المقبلة من خلال تقديم صحافة خليجية معاصرة تقوم على المهنية والتنافسية والحرية المسؤولة وإعطاء صورة موضوعية للمجتمع الخليجي وللعالم عن واقع الدول الخليجية والعمل على توفير قنوات الاتصال والتواصل مع العالم وربط المجتمع الخليجي بالتحولات والتغيرات التي يشهدها العالم عبر الندوات والمؤتمرات وورش العمل وبرامج التدريب.
كما يتضمن الإطار العمل على تأكيد فرص التعبير بحرية أمام المجتمع بجميع فئاته وأطيافه السياسية والاجتماعية والثقافية ترسيخا لحرية الصحافة ودورها البناء والعمل على تنمية الصناعة الصحافية في دول مجلس التعاون الخليجي والدعوة إلى انضباط الصحافة الخليجية برفض أي انحراف بهدف مادي أو تحريض خارجي، فيما تتضمن البنود الأساسية لرسم مستقبل الصحافة الخليجية والتخطيط لها الالتزام بالقوانين والمرجعيات الوطنية للصحافة في الدول المنضوية مؤسساتها الصحافية ونقاباتها وجمعياتها وهيئاتها الصحافية تحت اتحاد الصحافة الخليجية.
ويشمل مقترح الإطار العام للصحافة الخليجية في المرحلة المقبلة: تقديم صحافة خليجية معاصرة، تقوم على المهنية والتنافسية والحرية المسؤولة.
وإعطاء صورة موضوعية للمجتمع الخليجي وللعالم عن واقع الدول الخليجية.
والعمل على توفير قنوات الاتصال والتواصل مع العالم، وربط المجتمع الخليجي بالتحولات والتغيرات التي يشهدها العالم، عبر الندوات والمؤتمرات وورش العمل، وبرامج التدريب.
والتكيف الإيجابي مع المتغيرات التي يشهدها العالم في مجال سياسات الاتصال والإعلام والصحافة، وما يرتبط بها من تغيرات واسعة في سياسات الاتصال، وتكنولوجيا الاتصال ووظائف وأدوار وسائل الإعلام.
وتفعيل دور الصحافة في التنمية الوطنية، وذلك على أن الإعلام المعاصر أداة مهمة للتنمية والإصلاح، والحاجة إلى مساندة مجالس النواب والشورى والمؤسسات التشريعية ومؤسسات المجتمع المدني، والإسهام قدر الإمكان بالرأي والمشورة أو بالعمل في وضع السياسات الإعلامية والتخطيط الاستراتيجي والتشريعات الإعلامية، التنظيم والمراقبة، التدريب وإجراء الدراسات والأبحاث الإعلامية.
الواقع الراهن "نقاط الضعف"
وتشمل: صحافة مقسمة، تعاني تعدد المرجعيات وغموضها، وغموضا في الرؤية وعدم وضوح الرسالة الصحفية، وعشوائية في التنظيم وفي ترتيب الأدوار والمهام، وحالة تنافسية ضعيفة، وغياب المعايير المثلى للصحف وعدم الالتزام بمضمون القوانين ومنظومات الأخلاق والسلوك والقواعد المهنية، والتدريب النوعي.
وتشمل الخطة الاستراتجية: توافر قدر جيد من الانفتاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وتوافر بيئة جاذبة لقيام صناعة صحافية مستنيرة، والخليج بثرواته وتجربته وسمعته قادر على تقديم نموذج إعلامي يعتد به، والخليج يملك موارد بشرية مؤهلة قابلة للارتقاء، والساحة الصحافية الخليجية قابلة للاستثمار بها، ولصناعة صحافية مسؤولة، والنموذج الصحافي الخليجي المسؤول، يمثل عنصرا مهما من عناصر قوة دول مجلس التعاون، حيث يشكل الإعلام المعاصر جوهر القوة الناعمة الجديدة في العالم.
دور قيادي في رسم السياسات
باستطاعة اتحاد الصحافة الخليجية ممارسة دور قيادي في رسم ووضع السياسات والخطط الإعلامية والصحافية والتنظيم والتدريب والمتابعة بهدف الوصول لصحافة أكثر تنظيماً وكفاءة، انطلاقاً من كون الاتحاد أداة للتنمية الصحافية والإعلامية، ويتبلور هذا الدور في الإسهام في ترتيب وتنظيم قطاع الصحافة مهنيا، مساعدة الصحف على بناء القدرات المؤسسية، تدريب الموارد البشرية وتنميتها والعمل على استدامتها، وضع منظومات أخلاقية وسلوكية، وقواعد مهنية، وتحديثها باستمرار، تشجيع تنمية صناعة صحافية راقية، ربط الصحافة الخليجية بالتطورات والتحديث الذي تشهده الساحة الصحافية العالمية، الإسهام بالوسائل المتاحة في بناء قدرات مؤسسية ومهنية لنقابات وجمعيات الصحافيين الخليجية، التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالشأن الصحافي، العربية منها والدولية كما يمكن أن يسهم الاتحاد في تعزيز التنمية الصحافية.
تعزيز بناء الثقة المجتمعية
إنشاء خطة لبناء علاقات إيجابية بين المؤسسات الصحافية، تكفل تنمية الحوار المؤسسي الصحافي، وبناء مجتمع صحافي خليجي.
والعمل على تعزيز الثقة والاعتماد بين المؤسسات الصحافية ومؤسسات المجتمع المدني والبرلمانات ومجالس الشوري، والتخطيط لبناء ثقافة مجتمعية إيجابية نحو المؤسسات الصحافية ومساندة لها، واعتماد سياسة بناء تحافظ على استدامة الثقة باتحاد الصحافة الخليجية، على المستوى المجتمعى والرسمي، والمجتمع الصحافي ضمن مجموعة من الخطط والبرامج.
بلورة الهوية الإعلامية
الاستراتيجية تشمل المشاركة في صياغة وثيقة مرجعية توضح قيم الدول الخليجية وثوابتها في مجال الصحافة، إضافة إلى وضع معايير للمضمون الصحافي تعبر عن ملامح الهوية الصحافية، وتعالج هوية المضمون الصحافي في مختلف وسائل الإعلام، والعمل على وضع سياسة تساعد على تنمية التعددية والتنوع وتعبر عن الغنى الثقافي باعتباره عنصراً من عناصر قوة المجتمع.
معايير الارتقاء بالمهنية
تشمل الاستراتيجية وضع معايير علمية وعملية لقياس مستوى الحريات الصحافية في الدول المنضوية تحت لواء اتحاد الصحافة الخليجية، ووضع معايير لمراجعة مستوى وأحوال المهنة، إصدار تقرير سنوي عن الأحوال المهنية الصحافية في دول مجلس التعاون" يجمع نتائج تطبيقات مقاييس ومؤشرات الحريات والمهنية الصحافية، بحيث يكون هذا التقرير وثيقة وطنية تقييمية وإرشادية وتثقيفية، ووضع خطة لترويج الالتزام بالمعايير المهنية، وترويج التقرير السنوي بحيث يصبح مرجعية يعتد بها في الدول المنضوية تحت لواء اتحاد الصحافة الخليجية.
الارتقاء بالصناعة الصحافية
التخطيط لتطوير بيئة قطاع الصحافة كصناعة ومجال للاستثمار، وتحديد المجالات والأولويات التي تحتاج إليها تنمية الصناعة الصحافية في مجالات التشريعات، ومحددات السوق، ونقل التكنولوجيا الصحافية والاستثمار بها. وذلك بالتعاون مع المؤسسات الصحافية والمنظمات والهيئات العربية والعالمية ذات الصلة، وتوصية الحكومات في موضوعات تنمية الصناعة الصحافية، والترويج لمجلس التعاون الخليجي كبيئة إيجابية للاستثمار في الصناعة الصحافية.
التشريعات والأطر المؤسسية
تتضمن الاستراتيجية العمل على استكمال التشريعات في مجال الصحافة، بما يتفق مع التطورات التي تشهدها البيئة الصحافية، والإسهام في وضع خطة للتدريب والتعليم المستمر في مجالات التأهيل الصحافي، ومساندة نقابات وجمعيات وهيئات الصحافيين في دول مجلس التعاون الخليجي في بناء قدرات مؤسسية نوعية في مجال تنمية الموارد البشرية، ومساندة الجامعات ومؤسسات التعليم لوضع برامج للتعليم في مجال الصحافة.
بيئة صحافية في إطار تنافسي
تركز الاستراتيجية على تحفيز العاملين في المجال الصحافي عبر جائزة سنوية تمنح سنويا لأعمال صحافية متميزة، فيما سيناقش الاجتماع مقترحا لجريدة الشرق القطرية يشمل إيجاد نظام إلكتروني بين الصحف المنضوية تحت اتحاد الصحافة الخليجية، لمواكبة التطورات المتسارعة في عالم التكنولوجيا، وهو ما يتطلب استثماره من أجل الارتقاء بالمؤسسات الصحافية الخليجية، والدفع بها نحو المزيد من التعاون، والاستفادة من الإمكانات المتاحة لدى كل مؤسسة.
يشار إلى أن اتحاد الصحافة الخليجية منظمة مدنية عربية خليجية غير سياسية تتكون من المؤسسات الصحافية والجمعيات والهيئات والنقابات الصحافية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومقر الاتحاد هو مدينة المنامة عاصمة مملكة البحرين، وقد تم إشهاره في مايو 2005.
ويتمتع الاتحاد بشخصية اعتبارية وباستقلال مالي وإداري.
ومن أهداف الاتحاد تحقيق وحدة وانسجام الأعضاء، والتنسيق فيما بينها في قضاياها المهنية، ومواجهة الحملات الموجهة ضد دول مجلس التعاون الخليجي والأمة العربية وترسيخ مظاهر التضامن بين شعوب دول المجلس من خلال الرسالة الصحافية. كما يهدف إلى تبادل المعلومات والمواد الصحافية وتأصيل حرية الصحافة والصحافيين وصيانة حقوقهم بالطرق القانونية.