"وتواصوا بالمرحمة"
تناقلت وسائل الإعلام خلال الأسبوع الماضي صوراً لكلب في مدينة سانتياغو التشيلية ينقذ رفيقه بعد تعرضه للدهس في الطريق العام. وعلى الرغم من أن الكلب الآخر لم يعد يقوى على الحراك إلا أن رفيقه أصرّ على سحبه بعيدا كي لا يقع تحت المزيد من الإصابات.
هذا الكلب حيوان غير عاقل وبصورة أدقّ لم يضع فيه الله خاصية التفكير والتأمل للمواقف وتحليلها. الدرس المستفاد من الموقف السابق يحمل إشارات عدّة منها التذكير بخلق الرحمة المنسي الذي يجب على البشر قبل سائر المخلوقات العمل به وإشاعته.
والواقع أن الكثير منهم استحالت قلوبهم حجراً أو أقسى قليلا! والأماكن العامّة والتجمعات البشرية تقف شاهدة على هذا التحول، فالمتأمل للازدحام والحوادث المترتبة عليه يدرك أن المسبب الرئيسي لها هو التدافع الخالي من الرحمة. الكل يفكر في نفسه فقط وكيف يخرج من مكان أو يصل لنقطة معينة في وقت معين متجاهلاً الآخرين.
نحن لا نبحث عن مثاليات لا يمكن لنا تطبيقها، مطلب الانتباه لمشاعر الآخرين ورحمتهم مطلب يعود على كل شخص بالفائدة (هذا إذا عالجنا الموضوع بأنانية) بالتالي أنت مستفيد أولاً وأخيراً.
ليس ببعيد عنّا موسم الحج والمشكلات التي تحصل خلاله بسبب الدهس وتزاحم الناس الشديد، مع أن كلّ مسلم موجود في تلك البقاع المقدسة يبحث عن الأجر في كل خطوة يخطوها ويسأل الله تقبّل أفضل عمله وأصلحه.
لكن الأفعال التي تصدر منه تنافي آماله ودعواه، فهو لا يفرق بين الضعيف والقوي والنساء والرجال وحتى الأطفال لا يشكلون أمام خطواته غير المسؤولة سوى حواجز يريد اجتيازها بسرعة! يقول الرسول صلى الله عليه وسلّم : (ارحموا ترحموا واغفروا يغفر الله لكم).