لنعد النظر ...

أسأل الله الكريم أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال كما أحمده وأشكره أن وفق حجاج بيته في إتمام نُسكهم سائلا إياه سبحانه أن يتقبل منهم أجمعين. ولعلي أنتهز هذه الفرصة بعد أسبوع من أيام كانت في غالبها صلة وبر خلال عيد الأضحى المبارك لتحفيز نفسي أولاً ثم أنتم بأن نقف وقفة تأمل بحقيقة احتياجنا للمساحات والفراغات في منازلنا، خصوصا وأن غالب مناسباتنا واجتماعاتنا باتت خارج منازلنا.
فاليوم يجتمع الإخوة والأقارب بعائلاتهم كافة في أماكن مختلفة فمنهم من حباه الله بمنزل كبير يأبى إلا أن يجمع أهله وأحبابه فيه، ومن بعض الإخوة والعائلات من يستأجر استراحة للاجتماع فيها، وبعضنا يرى أن تكون اجتماعاتهم مع كبير عائلتهم في مزرعته أو حتى الاستفادة من أجواء هذه الأيام والخروج إلى البر والتمتع، فيما قد بدأ من الربيع.
إن المتمعن في حقيقة ما قد نتوقع أنه احتياجنا في بعض مساحات المنزل يجد أن المساحات المخصصة للغير وأقصد بذلك الضيوف والمناسبات قد يصل إلى 80 في المائة من الطابق الأرضي من مجالس رجال ومجالس نساء وصالة طعام أو اثنتين وغرفة ضيف قد يزورني ليبيت عندي مرة في السنة، ناهيك من أن هذه المساحات يتم فرشها في الغالب بأفضل المواصفات، وبالتالي فهي في البيت لكنها للأسف مغلقة أو أن توظيفها يكون محدودا طوال العام. فمتى كانت آخر مناسبة تم جمع فيها أكثر من خمسة أشخاص أو حتى متى كانت تلك المناسبة التي جمع فيها رجال ونساء في يوم واحد؟!. ومن خلال تسارع تغير نمط الحياة الذي نعيشه اليوم بات من الواضح أنه لا بد من إعادة النظر للاحتياجات الحقيقية في مساكننا من حيث المساحة والوظيفة التي نحتاج إليها حقيقة.
أجل ... إن بيوتنا في الغالب تعكس من نحن، كما أنها عنصر أساس لعكس ما نتمنى أن يروننا عليه الآخرون ولكني هنا لا أقترح أن نلغي تلك المساحات، ولكن الاقتراح هو أن نعيد الحسابات، وأن نعدد الاستخدامات والوظائف لبعض تلك الفراغات فمثلاً بدلاً من أن يكون لدينا صالة معيشة عائلية وبجوارها مجلس نساء، لم لا يكون لدينا فراغ واحد يخدم الحالتين؟! وبدلاً من أن نتكلف في الفرش مرتين تكون التكلفة واحدة وبشكل أفضل. ولم لا تكون غرفة الضيف هي مكتبي في الوقت نفسه؟!.. ثم أنه من قال إنه لا بد للمنزل أن يكون له مجلس بمساحة كبيرة فقط ليحوي جلستين أحدهما أرضية والآخر يحوي على أطقم من الأرائك المختلفة؟! لنوطن أنفسنا ونكتفي بحاجتنا ونتفنن في ذلك.
تقبل الله منا ومنكم، وكل عام وأنتم بخير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي