أطفالكم أمانة!
لا يختلف اثنان على أن المجمعات التجارية أصبحت جزءا رئيسيا من منظومة الترفيه في المدن الكبرى، وذلك لاتصافها بعدة مميزات منها الدمج بين وسائل المتعة لكافة أفراد العائلة ومنافذ التسوق.
وكما للدمج بين هذين العنصرين إيجابيات عدة هناك الكثير من الـظواهر السلبية، من أهمها اختلاط الأطفال بالكبار في بيئة ضيقة.
حينما تأخذ أطفالك لمجمّع تجاري تتكون لديك فكرة عن نوعية الأنشطة الممارسة هناك وهي لا تخرج على ثلاثة أنواع إما بهدف التسوق لهم ومعهم أو للعب في مناطق مخصصة وأخيراً لتناول الطعام.
ومع الأنشطة تتحدد مسؤولية الوالدين تجاه أطفالهم لأن المجمعات التجارية وإن احتوت على مساحات مخصصة لهم تحتوي أيضاً على أماكن غير معدة للعب بل على العكس تحتوي على أماكن تشكل خطورة عليهم كالسلالم الكهربائية والواجهات الزجاجية التي لا يستوعب الأطفال وحدهم كيفية التعامل معها.
والمأمول شيء والواقع شيء آخر ففي زيارة فاحصة للمجمعات التجارية اليوم تظهر سلوكيات غير مسؤولة من قبل الوالدين منها إهمال الأطفال وتركهم يركضون بحرية حول المحلات ويسببون القلق للمتسوقين. أو حملهم للأطعمة والمشروبات خارج الصالات المخصصة لتناول الطعام مما يتسبب في انسكابها وتلويث السلع المختلفة.
الطّفل ما زال في طور النمّو الجسدي والانفعالي لذلك فإن أي تصرف يقدم عليه لا تتم محاسبته شخصياً عليه بل ينبغي مراجعة والديه ومناقشتهم فيه مما يسبب لكثير من رواد الأسواق الحرج فلا يمكنهم مثلاً الاشتباك مع أحد الآباء المهملين وإثارة بلبلة في المكان وينتهي بهم المطاف إلى تجربة تسوق تشدّ الأعصاب!
زيارة المجمعات التجارية فرصة (تربوية) عن طريق تدريب الطفل على مساعدة الغير واحترام الكبار وحسن استخدام المرافق العامّة مما يعود عليهم مستقبلاً بالفائدة.