الحلّ الإلكتروني

يعدّ تدشين وزير الصحة نظام الأرشفة الإلكترونية في مجمع الملك سعود الطبي نقلة نوعية في مجال تسخير التقنية لخدمة القطاعات المختلفة.
ونظام الباكس هو نظام متطور يقوم بتخزين وعرض واسترجاع الصور الطبية (الأشعة) بالتكامل مع أجهزة الكمبيوتر في كافة أقسام المجمّع مما يوفر كثيرا من الوقت والجهد في استرجاع النسخ الورقية وأرشفتها.
إن استخدام نظام الملفات الإلكتروني معمول به في كثير من دول العالم المتقدمة ومحلياً في بعض المستشفيات الخاصّة والحكومية على نطاق ضيق، لكنّه أثبت جدارته من خلال الربط الحاصل بين مختلف العيادات في المستشفى وحققّ للمرضى راحة أكثر في اختصار الوقت واستكمال الإجراءات في زيارة واحدة.
ومن إيجابيات الأرشفة الإلكترونية الأخرى إمكانية اعتماد الباحثين والأطباء عليها في إجراء المسوح الإحصائية المختلفة لقياس مدى انتشار مرض معين أو بحث سبل التقليل منه. كما توجد هذه التقنية فرصا وظيفية لخريجي الأقسام التقنية كعلوم الحاسب الآلي وبرمجته وصيانته مما يحلّ معضلة الخريجين والخريجات وطاقاتهم المهدورة سنوياً.
التحول إلى النظام الإلكتروني له سلبياته التي ما زالت تجعل العمل به متعطّلاً في سبيل إيجاد حلول متوقعة لها، من هذا السلبيات احتمالية الاختراق لأجهزة الكمبيوتر وسحب ملفات المرضى مما يهدد خصوصيتهم ويضع إدارة المستشفى محلاً للمساءلة.
من جهة أخرى، عندما يتم الانتقال إلى النظام الإلكتروني يستغنى عن الملفات الورقية شيئاً فشيئاً حتى تصبح جزءاً من الماضي، لكن الكمبيوتر كغيره من الأجهزة التي نستخدمها عرضة للعطل والتوقف المفاجئ عن العمل لذا فإن فكرة الاستغناء عن الورق تصبح مستحيلة ويجب العمل بها بالتوازي لضمان الاحتفاظ بالمعلومات.
إن السلبيات المذكورة آنفاً لا تلغي الفائدة العظيمة التي ستجنيها الإدارات الصحية وموظفيها عن طريق العمل بالتقنية فهي اليوم توفر مليارات الدولارات التي تنفقها مستشفيات الولايات المتحدة الأمريكية سنوياً ما بين أجور طباعة وإرسال ورواتب للقائمين على الأرشف

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي