تصريحات الأخ (جنّي مسلم) !

تلقيت قبل أيام رسالة بريدية إلكترونية من القارئ (محمد إبراهيم) يطلب فيها عنواني البريدي العادي لأنه راغب في أن يرسل لي كتاباً علمياً موثقاً ينقض كل ما كتبته في هذه الزاوية بتاريخ 20-11-2008م تحت عنوان (الجن وعمليات الاختطاف), وهو المقال الذي انتقدت فيه التصريحات الصحافية التي تداولتها صحافتنا ونسبت فيها اختفاء الفتاة (زهور) إلى الجن, وكان مما أثار الأخ محمد في المقال المذكور قولي (إنه ليس باستطاعتي أبداً أن أصدق مثل هذه الأساطير حتى وإن نشرت في جميع صحف العالم وتضمنت تصريحات صحفية من الجن أنفسهم!), فقد أشار الرجل إلى أن الجن بإمكانهم أن يصرحوا في الصحف سواء صدقت ذلك أولم أصدق, ولهم في ذلك طريقة معينة تتمثل في كونهم قد يستأجرون قلم أحد الكتاب الصحافيين ويجعلونه يكتب ما يريدون دون أن يشعر بذلك!
طبعاً استعذت بالله من أن أكون من المستأجرين لصالح السادة الجن، وأرسلت إلى الرجل ما طلب، وقد قام مشكوراً بإرسال نسخة من الكتاب الذي تحدث عنه بالبريد السريع ليصلني خلال 24 ساعة مرفقاً بخطاب يتمنى لي فيه الاستمتاع بساعات القراءة الشيقة, وأعترف الآن أن ذلك الكتاب أدهشني بحق ليس لأنه كتاب ينقض ما كتبت كما أوضح أخي محمد، وإنما لأنه يمثل في أفضل حالاته نكتة لا أعرف كيف تم تسويقها على الناس في هذا العصر!
حمل الكتاب المذكور عنواناً صارخاً هو (حوار صحفي مع جني مسلم)، وأرجو أن لا تندهشوا من هذا العنوان الخطير أو تعتبروه مزحة فما في داخل الكتاب أنكى وأمر, حيث أشار مؤلفه وهو كاتب مصري إلى أنه استطاع بفضل الله أن يتحاور مع جني مسلم وأنه يستميح القراء الأعزاء عذراً إن لم يخبرهم بالكيفية التي جرى بها هذا اللقاء، لأنه أمر لا يفيد ولكونه رجلا لا يريد إفشاء الأسرار التي بات مؤتمناً عليها!
ولا أخفيكم أنني توقفت قليلاً أمام التصميم الأنيق للكتاب والذي صورت على غلافه آلة تسجيل صغيرة كالتي تُستخدم أثناء اللقاءات الصحافية.. كما رسم في جانبه الأيسر عين بشرية حمراء اللون بشكل طولي!
والكتاب في مجمله كما أوضح مؤلفه، عبارة عن لقاء مع جنّي أصله من (الهند) كان كافراً ثم أعزه الله بالإسلام ويبلغ من العمر 180 عاماً وقد أسلم معه جن كثيرون منهم عشرة آلاف جني هم حرسه الخاص وحاشيته، فهو أمير كبير ذو صيت ومهابة!!
أما تصريحات الأخ الهندي (جني مسلم) لمؤلف الكتاب فقد كانت تصريحات خطيرة جداً، حيث فضح أسرار جماعته من الجن على رؤوس الأشهاد وتحدث كذلك عن أسرار مثلث برمودا ومدى سيطرتهم عليه, ولم ينس أن يفضح حركاتهم غير اللائقة التي يقصدون بها إيذاء البشر، حيث إن هذه هي وظيفتهم في الحياة نظراً لعدم انشغالهم بأشياء أخرى!
ولعل من أطرف ما تطرق إليه السيد (جنّي) هو أن هناك نوعا من بني جنسه يطلق عليهم (الصيع) وهو جمع لكلمة (صايع) فهؤلاء مهمتهم التجسد للناس لإخافتهم وهذا عمل لا يقوم به جنيّ صالح!
طبعا اللقاء طويل حيث جاء في 172 صفحة لكنه طريف للدرجة التي لا يمكنك معها التوقف عن القراءة قبل إكماله، وهو للأمانة يكشف عن مخيلة روائية جيدة رغم إصرار مؤلفه على أن اللقاء حقيقي من أوله إلى آخره, ولا أخفيكم أنني تساءلت بعد قراءته كاملاً عن كمية النسخ المباعة منه وحجم الأرباح التي جناها المؤلف, وعن مدى إمكانية تكرار التجربة وإصدار كتاب آخر أكون أنا مؤلفه ويكون ضيفي فيه الأخ (جني) الباحة !!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي