شاهد عيان: إسلاميون صوماليون يطاردون خاطفي الناقلة السعودية قرب "مخابئهم"
شاهد عيان: إسلاميون صوماليون يطاردون خاطفي الناقلة السعودية قرب "مخابئهم"
أخذت أزمة احتجاز قراصنة صوماليون اليوم منعطفا "نوعيا" آخر، عندما أكدت مصادر محلية في منطقة هاراديري ـ وسط الصومال ـ أن سكانا محليين شاهدوا "فعلا" تحركات في المنطقة القريبة من مكان يعتقد أن القراصنة الذين اختطفوا ناقلة النفط السعودية يختبئون فيها.
وقال أحد السكان الصوماليين المسنين إن الإسلاميين توجهوا إلى مرفأ هاراديري اليوم الجمعة بحثا عن مجموعة من القراصنة خطفوا ناقلة سعودية عملاقة تحمل شحنة نفط ثمنها 100 مليون دولار منذ نحو أسبوع في أضخم حادث خطف من نوعه في العالم.
وقال المواطن الصومالي طلب عدم نشر خلال اتصال هاتفي من هاراديري "الإسلاميون قالوا إنهم سيهاجمون القراصنة لخطفهم سفينة مملوكة لدولة إسلامية".
ويعتقد أن الناقلة سيريوس ستار وعليها طاقم مكون من 25 فردا من السعودية والفلبين وكرواتيا وبولندا وبريطانيا راسية قبالة الصومال قرب هاراديري التي تقع عند منتصف الساحل الصومالي تقريبا.
وقال الصومالي "وصل الإسلاميون للبحث عن القراصنة وعن مكان السفينة السعودية. شاهدت أربع سيارات مملوءة بإسلاميين يطوفون بكل ركن في البلدة."
ويقاتل متمردون إسلاميون حكومة الصومال والقوات الإثيوبية المتحالفة معها منذ نحو عامين وينفون مزاعم عن تواطؤهم مع
القراصنة ويقولون إنهم سيقضون عليهم إذا تولوا السلطة.
ويقول بعض المحللين إن المتشددين الإسلاميين يستفيدون بالرغم من ذلك من الغنائم التي يحصل عليها القراصنة وشحنات الأسلحة التي تسهل عصابات بحرية حصولهم عليها. كما يتهم محللون أفرادا في الحكومة بالتواطؤ مع القراصنة.
وكان الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية قال في وقت سابق اليوم خلال زيارته للسفارة السعودية في لندن "إن موقفنا واضح وهو اطلاق سراح هذه الناقلة، وهذا العمل عمل أجرامي كبير حيث أن خطف ناقلة في عرض البحر عملية قرصنة" وزاد أن "هذا (اختطاف الناقلة) لا يمكن قبوله وستعمل المملكة كل ما في وسعها للمساعدة في حماية المنطقة، لافتا إلى أن هناك قانونا دوليا لحماية الملاحة وأن دول المنطقة ستبادر من أجل تأمين ذلك.
وكان أحد القراصنة قال في اتصال هاتفي من على متن ناقلة النفط "نطلب 25 مليون دولار من مالكي ناقلة النفط السعوديين. لا نريد أن تستمر المفاوضات إلى ما لا نهاية لتسوية هذه المسألة". وأضاف أن "السعوديين لديهم عشرة أيام لتلبية هذا الطلب وإلا سنقوم بتحرك قد يكون كارثيا".
واحتجز القراصنة السبت الماضي الناقلة السعودية المحملة بمليوني برميل من النفط الخام، أي ما يوازي 300 ألف طن. ورست السفينة التي تقدر قيمة حمولتها بـ 100 مليون دولار منذ الثلاثاء الماضي، في ميناء هرارديري الصغير على بعد 300 كيلو متر شمال مقديشو. وأعلن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي أمس الأول، أن مالكي ناقلة النفط السعودية الضخمة سيريوس ستار يفاوضون للإفراج عنها.