الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الثلاثاء, 25 نوفمبر 2025 | 4 جُمَادَى الثَّانِيَة 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين9.14
(-2.25%) -0.21
مجموعة تداول السعودية القابضة173.4
(-5.25%) -9.60
الشركة التعاونية للتأمين121.3
(-0.90%) -1.10
شركة الخدمات التجارية العربية117.7
(-1.42%) -1.70
شركة دراية المالية5.47
(-1.44%) -0.08
شركة اليمامة للحديد والصلب34.94
(-0.74%) -0.26
البنك العربي الوطني21.94
(-2.49%) -0.56
شركة موبي الصناعية11.5
(-0.86%) -0.10
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة30.94
(-3.25%) -1.04
شركة إتحاد مصانع الأسلاك22.4
(-0.88%) -0.20
بنك البلاد26.26
(-1.13%) -0.30
شركة أملاك العالمية للتمويل11.82
(-1.25%) -0.15
شركة المنجم للأغذية54
(-0.92%) -0.50
صندوق البلاد للأسهم الصينية11.97
(0.84%) 0.10
الشركة السعودية للصناعات الأساسية55.5
(-0.45%) -0.25
شركة سابك للمغذيات الزراعية117
(0.00%) 0.00
شركة الحمادي القابضة29.3
(-2.07%) -0.62
شركة الوطنية للتأمين13.68
(-0.94%) -0.13
أرامكو السعودية24.57
(-2.65%) -0.67
شركة الأميانت العربية السعودية18.09
(-1.79%) -0.33
البنك الأهلي السعودي36.74
(-1.24%) -0.46
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات30.44
(-2.50%) -0.78

هل تذكرون عندما انتشرت الأقراص المضغوطة من شركة "America Online" في أمريكا، وعندما شعرنا أن رسالة "لديك بريد" هي المستقبل؟

 يقول مات سيغلمان، رئيس معهد "Burning Glass" على صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الإنترنت غير طريقة العمل بالفعل - ولكن ليس بالطريقة المتوقعة في 1998.

لم تكن المفاجآت مجرد ظهور رؤساء تنفيذيين يرتدون سترات بقلنسوة، أو جيش من المبرمجين. بل كانت المفاجآت استخدام الحلاقين روابط للحجز عبر الإنترنت، وممرضات يعملن في الرعاية الصحية عن بُعد، وظهور مئات الآلاف من وظائف التوصيل.

النظر إلى تلك الفترة ليس مجرد استرجاع للذكريات. فما تخيلناه آنذاك، وكيف غير الإنترنت الوظائف فعليا - أحيانا بوضوح وأحيانا بهدوء - يقدم لنا فهما مهما لما يحدث اليوم مع الذكاء الاصطناعي.

من صدقت تنبؤاته في الماضي؟

كانت فترة أواخر تسعينيات القرن الماضي مليئة بالتنبؤات المتناقضة في أغلبها. فمن جهة، كانت هناك وعود بتغيير فوري، ومن جهة أخرى سخرية من المبالغات والضجيج.

بالنظر إلى الماضي، كان كلا الفريقين على حق في بعض الأمور وعلى خطأ في أخرى.

اتضح أن أثر الإنترنت في إحداث التغيير كان أكبر مما توقعه المشككون، غير أن تأثيره في الوظائف ظهر بشكل أبطأ، وفي مجالات لم يتوقعها المؤيدون.

لقد تسلل الإنترنت إلى كل وظيفة تقريبا وأعاد تشكيل الطريقة التي يُنجز بها العمل.

هذا لا يعني أن التحول كان سهلا. فالإنترنت لم يكن قاتلا كبيرا للوظائف بشكل عام، لكنه، بالنسبة لبعض المهن، لم يكن انحدارا طفيفا، كان انحدارا حادا.

فعدد وكلاء السفر انخفض مع التحول إلى الحجز إلى الإنترنت. وعدد قراء العدادات تقلص كذلك مع رقمنة المرافق. وما زالت هناك انخفاضات أخرى تتكشف.

تقلصت وظائف المكاتب الأمامية بنسبة 30% بين 2015-2023، مع ظهور الخدمة الذاتية ثم التطبيقات؛ بينما هوت وظائف التسويق عبر الهاتف بنسبة 75%، مع توفير الإنترنت لقنوات جديدة للتواصل.

لماذا كان الأثر كبيرا على وظائف دون غيرها؟

إذن، لماذا ألغت التكنولوجيا نفسها بعض الأدوار دون غيرها؟ لأن الوظائف تختلف في طبيعتها.

كان لوكلاء السفر مهمة أساسية واحدة، هي إجراء الحجوزات. وكان قارئو العدادات يقرأون العدادات بشكل أساسي، بينما كان المسوقون عبر الهاتف يُجرون مكالمات في أوقات محددة.

كل هذه مهام روتينية قابلة للرقمنة، لذا استطاع الإنترنت أن يحل محلها مباشرة.

لكن معظم الوظائف لا تُركز على مهمة روتينية واحدة، مثل المدير المالي أو عامل الصرف الصحي "السبّاك". إنها مزيج من الحكم واتخاذ القرارات والتنسيق والعمل.

يمكن للإنترنت أن يحل محل بعض المهام، لكنه لا يمكن أن يحل محل الوظيفة بأكملها.نتيجة لذلك، القصة الأكبر كانت إضافة جديدة للوظائف بدلا من الإلغاء الكامل.

Wed, 19 2025

Workers in US reuters

كيف أحدث التوسع الرقمي تغييرا وظيفيا؟

في 1998، كان من الصعب على أي شخص تخيل وجود وسائل التواصل الاجتماعي، ناهيك عن وجود 65 ألف مدير وسائل تواصل اجتماعي. 

آنذاك، كان سيبدو وجود 200 ألف محلل أمن معلومات أمرا سخيفا، عندما كانت البيانات لا تزال محفوظة على أقراص مرنة.

الأهم من ذلك هو التحول الهادئ لكل وظيفة تقريبا في الاقتصاد. فاليوم، 10% من العمال، مثل القصّاب وعامل تركيب السجاد،  يستخدمون الإنترنت في العمل بشكل محدود.

لم يقتصر التغيير على الوظائف المكتبية فقط، أصبح فنيو مختبرات الأسنان يستخدمون المسح الرقمي والتصميم والتصنيع بمساعدة الحاسوب بدلا من القوالب اليدوية، كما انتقل الحفارون والنقاشون من الأدوات اليدوية إلى النقش الرقمي.

مع توسع البنية التحتية الرقمية، انتقلنا من غرف الخوادم الصغيرة إلى مراكز البيانات والمنصات سحابية، وظهر عدد كبير من الوظائف في الشبكات، مثل الأمن السيبراني والامتثال.

ومع ازدهار التجارة الإلكترونية، أعادت اللوجستيات المعتمدة على الإنترنت تشكيل أدوار التخطيط وأوجدت آلاف الوظائف في المستودعات والتوصيل.

هذه الظاهرة ليست بالجديدة، في السبعينيات قضت شاشات الحواسيب الخضراء على الوظائف التي تقوم على مهام ضيقة وروتينية، وانخفض عدد موظفي صرف الرواتب بنسبة 70% بين 1970-1980، وموظفي السكرتارية بنحو 60% خلال الفترة نفسها، حسب بيانات التعداد.

مع ذلك، أصبحت أغلب الوظائف تعتمد على الحواسيب دون أن يتراجع عدد العمال بشكل كبير.

ماذا يخبرنا ذلك عن الذكاء الاصطناعي؟

غالبا ما نفكر في الوظائف من منظور صناعي تقليدي، مثل قصة المنافسة بين عامل الحفر جون هنري والآلة المبتكرة التي تقوم بوظيفته. في هذا النموذج، تقتصر الوظيفة على مهمة واحدة، وتحل الأتمتة محل كل مهمة بمكافئ آلي مباشر، ما يعني أتمتة المهمة وإلغاء الوظيفة.

لكن الإنترنت كشف عن واقع مختلف. فالأدوار الحديثة عبارة عن حزم من المهام، وعادة ما تُركّز التقنيات على المهام الروتينية أولا، ثم سير العمل، ثم تُعيد تشكيل الوظائف لاحقا، مع ظهور وظائف جديدة داعمة للبنية التقنية.

هذا التعقيد هو ما جعل التحول أبطأ وأكثر دقة مما توقعه أي أحد.

يتوافق الذكاء الاصطناعي مع هذا النمط، حيث يستطيع الذكاء الاصطناعي المولِّد للنصوص، والمعروف باسم نماذج اللغة الكبيرة، صياغة المذكرات وتلخيص الملاحظات الطبية والإجابة على الاستفسارات.

هذه مهام مهمة، لكنها لا تزال أجزاء من أدوار أكبر. فهي لا تدير المخاطر، ولا تحاسب الأشخاص، ولا تُطمئن العملاء القلقين، ولا تربط المعلومات المتفرقة.

من المتوقع أن يعاد توزان الأدوار بين البشر والتقنية، بحيث يصبح الجانب التقني أسرع وأقل تكلفة، بينما ينتقل الجانب البشري نحو الإشراف، والتنسيق، والحكم المعقد، والعمل على العلاقات، ومعالجة الاستثناءات.

تأثير الذكاء الاصطناعي سيكون تدريجيا وغير متساو؛ بعض الوظائف ستنكمش بسرعة وتؤثر في الناس، بينما سيعاد تشكيل وظائف أخرى بهدوء. ستطلق مكاسب الإنتاجية العنان لطلب جديد وتنشئ وظائف لم تكن موجودة.

الذكاء الاصطناعي غير مسبوق، وكذلك الإنترنت، والخطر الحقيقي في التوقيت.

فالمبالغة في تقدير فقدان الوظائف، والتقليل من شأن عملية التحول الطويل الهادئ الجاري بالفعل، وتجاهل الوظائف التي تستحدث في البنية التحتية، كلها أمور شكلت دروسا مستفادة من ظهور الإنترنت. ومن المرجح أن يكون هذا هو الدرس من الذكاء الاصطناعي أيضا.

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية