مادة «البرومات» واحدة من أخطر المواد في المياه المعبأة وهي تستخدم كأملاح في محاليل صبغ الأقمشة

مادة «البرومات» واحدة من أخطر المواد في المياه المعبأة وهي تستخدم كأملاح في محاليل صبغ الأقمشة

قبل أن تقرر شرب مياه معبأة «قوارير» في السعودية عليك التفكير مليّاً في مدى سلامتها، على الرغم من وجود أكثر من60 مصنعا في البلاد مخصصا لإنتاج المياه وتصنيعها للشرب. وتكثر في المناطق كافة مياه صغيرة ومتوسطة الحجم تنتجها مصانع بعضها أوقف لمخالفات فنية في تحذيرات صريحة بثتها الهيئة العامة للغذاء والدواء.
وبدأت صناعة تعبئة المياه في السعودية في عام 1966م بمصنع واحد فقط وتوطنت تلك المصانع في 28 مدينة وستصل الصناعة إلى 75 مصنعا في عام 2021م. ووفقا لتقديرات منظمة الخليج للاستشارات الصناعية فإن عدد المصانع في منطقة الخليج العربي بلغ 183 مصنع مياه معبأة أكثر من نصفها في السعودية بنسبة 52.5 في المائة، تلتها الإمارات العربية المتحدة بنسبة 22.4 في المائة، تليها عُمان بنسبة 9.8 في المائة، فالبحرين بنسبة 6.6 في المائة، ثم قطر بنسبة 5.5 في المائة، ثم دولة الكويت بنسبة 3.3 في المائة.
وبلغ إجمالي الأموال المستثمرة التراكمية لهذه الصناعة في دول المجلس عام 2013 أكثر من 1.6 مليار دولار، وبمتوسط 8.83 مليون دولار للمصنع الواحد، وحازت السعودية 79.2 في المائة من هذه الأموال، تلتها الإمارات بنسبة 11.9 في المائة، بينما أسهمت دول المجلس الأخرى مجتمعة بنحو 9 في المائة فقط.
وتكمن مشكلة المياه المعبأة في قوارير مختلفة الاحجام دخول مواد كيميائية ومعالجات تقنيّة للأملاح تختلف في مستوى تطبيقها من مصنع إلى آخر، ولعل مادة “البرومات” واحدة من أخطر المواد المستخدمة، وهي تستخدم كأملاح على نحو رئيس في محاليل صبغ الأقمشة وفي بعض الصناعات الغذائية. وخلصت لجنة الخبراء المشتركة المنبثقة عن منظمتي الصحة والأغذية والزراعة العالميتين، المعنية بدراسة المواد المضافة إلى أنه من غير المناسب استخدام برومات البوتاسيوم في تصنيع الغذاء للاشتباه بأنها مادة مسرطنة
بالمليار إلى 10 أجزاء بالمليار 25. وعدّلت السعودية النسبة المسموح بها من مادة البرومات.
ويقف المستهلك للماء المصنّع في السعودية أمام حيرة حقيقية عن أي من الأنواع الكثيرة أكثر مأمونية،
ويجد المستهلك نفسه في حالة خوف وقلق حقيقيين حينما تصدر الهيئة العامة للغذاء والدواء تحذيراً من مياه خالفت الاشتراطات الخاصة بنسب مادة البرومات، لكن الهيئة العامة للغذاء قللت من إعلاناتها التحذيرية لمياه مخالفة وأصبح وجودها في هذا الجانب أقل بكثير مما كان عليه قبل سنوات.
ويعتري الخوف المستهلك للمياه في السعودية من عدم وضوح مصادر المياه المعتمدة عليها المصانع وكذا نسب الملوحة إلى جانب غياب التوعية الدائمة من قبل هيئة الغذاء والدواء للمستهلكين واكتفائها ببعض الإعلانات التثقيفية البسيطة عبر موقعها الإلكتروني. ويكمن القلق على نحو مباشر من المصانع القائمة في المدن الصغيرة ومناطق الأطراف لابتعادها عن أعين الرقابة والمتابعة الدورية. وتزداد حيرة المستهلك من اعتماد هيئة الغذاء والدواء ( لم تصرّح بذلك علانية ) ثلاثة أنواع من المياه دون غيرها تاركة عشرات المنتجات من المياه دون توصية بالاستخدام.