«محللون»: بوادر فض الشراكة بين الحوثيين وصالح تلوح في الأفق

«محللون»: بوادر فض الشراكة بين الحوثيين وصالح تلوح في الأفق

اعتبر محللون سياسيون بيان حزب المؤتمر الشعبي اليمني الصادر أمس حول دعم قرارات مجلس الأمن الأخيرة بمثابة بوادر فك الشراكة بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح والحوثيين، مؤكدين خلال حديثهم لـ"الاقتصادية" أن التوقعات تشير إلى حدوث انشقاقات بين صفوف الطرفين، ولاسيما أن الأسبوعين الماضيين شهدا إعلان عديد من القادة العسكريين الميدانيين وزعماء القبائل الانضمام إلى الشرعية.
وقال الكاتب والمحلل الاستراتيجي علي التواتي القرشي إن إعلان حزب المؤتمر الشعبي العام تأييد قرار مجلس الأمن المتضمن الدعوة للانسحاب من المدن ووقف إطلاق النار، يعني أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح ينأى بنفسه عما يجري على الأرض على الرغم من كونه القائد الميداني للتمرد على الشرعية، والمسؤول عن تحرك القوات الخارجة عن الحكومة الشرعية، لافتا إلى أن الإعلان من شأنه حدوث انشقاق وشرخ في العلاقة بين تحالف صالح والحوثي، ومشيرا إلى أن الطرفين ربما يحتكمان إلى السلاح في سبيل فرض الإرادات، وهو هدف جيد إن تحقق انقسام المعسكرين.
من جهته، قلل الكاتب والمحلل السياسي جمال خاشقجي رئيس قناة العرب من تأثيرات إعلان حزب المؤتمر الشعبي العام، مضيفا أن تلك المعلومات لا تكاد تكون رسمية، ولا سيما أن بعض أعضاء المؤتمر الشعبي العام الذي يجمع رجال علي عبدالله صالح يجب ألا نعول كثيرا عندما يخرج أحدهم ويعلن انشقاقه ما لم يكن خلفه حشد من القوات العسكرية.
وأضاف خاشقجي: "الأخبار جيدة ولكن لا نعول عليها كثيرا، الجنرالات الذين أعلنوا انشقاقهم هم من نعول عليهم، ولا تشكل تلك الأنباء بوادر فك شراكة بين الحوثي وصالح، ما لم يشتبك الطرفان عسكريا، فنحن في زمن الحروب نبحث عن الأفعال لا الأقوال، وستأتينا عشرات الأخبار التي تتحدث عن انشقاقات وغيرها ولكن ما لم يتحقق الأمر على أرض الواقع يجب عدم التعويل عليه كثيرا".
ويأتي ذلك في أعقاب تراجع حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه علي عبدالله صالح المتحالف مع الانقلابيين الحوثيين، عن موقفه تجاه قرار مجلس الأمن حول اليمن الذي طلب من الحوثيين الانسحاب من المناطق التي احتلوها وفرض عليهم حظرا على السلاح، وبدعمه هذا القرار الصادر الثلاثاء عن مجلس الأمن الدولي، يلمح صالح إلى إمكانية الابتعاد عن حلفائه الانقلابيين، وجاء في بيان نشر أمس في صنعاء حسب وكالة "فرانس برس" أن الحزب سيتعامل بإيجابية مع قرار مجلس الأمن رقم (2216) كما يرحب بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لإيقاف إطلاق النار من جميع الأطراف والعودة إلى الحوار برعاية الأمم المتحدة". ودعا المؤتمر الشعبي العام جميع الأطراف في الداخل والخارج للتجاوب مع دعوة الأمين العام للأمم المتحدة.
وعاد المحلل السياسي علي التواتي ليؤكد أن التوقعات تشير إلى أن التدخل البري سيكون عبر قوات خاصة من قوى التحالف لمساندة القوات الشرعية لحكومة اليمن في بسط السيطرة على الأراضي اليمنية وردع المخربين، إضافة إلى أن دور المقاومة داخل المدن وتمكينها من الدفاع عن نفسها وضرب الحوثيين وحرمانهم من إمدادات الأسلحة من شأنه إجبارهم على العودة إلى طاولة المفاوضات واستكمال التصويت على الدستور وعودة الشرعية لإدارة البلاد.
وأضاف: "طوال الثلاثين سنة الماضية لم ينل شعب اليمن من الرئيس المخلوع علي صالح سوى نهب ثرواته، وكان بمثابة قاطع الطريق فلا يصل لليمنيين أي شيء رغم عشرات المليارات من السعودية ودول الخليج، حيث استأثر بها هو وأبناؤه والمقربون، إلا أن مرحلة التنمية بعد انقضاء مهام عاصفة الحزم وتحول اليمن لدولة دستورية بها أقاليم تكون التنمية متوازنة ويتم تطوير اليمن على أسس علمية تضمن وصول المساعدات للمواطن على شكل مدرسة أو مصنع أو بناء طريق، اليمن بحاجة لإنهاء معاناته وفقره".
وأكد التواتي استغلال الحوثيين وأزلام علي عبدالله صالح للأطفال عبر حمل سلاح ومدفعية تفوق أوزانهم الطبيعية والرمي بهم في أتون المعارك والحروب لمصالح شخصية لولي الفقيه يعيش في قم لا يهمه إن مات الشعب اليمني بأكمله، ولم يعمل على أي تنمية أو تطور شهده اليمن طوال تاريخه.
وقال التواتي إن حديث الناطق الرسمي لقوى التحالف العميد أحمد عسيري، حيث أعلن تحقق الأهداف المطلوبة بنسبة 80 في المائة، والقضاء على سلاح المتمردين الحوثيين، جاء ليؤكد أنها لم تعد قادرة على شن حرب من أي نوع، حيث تنتشر في مختلف المدن والمناطق اليمنية تقوم بالقصف العشوائي وتقتل المدنيين ويتم تتبعها وقطع الإمدادات عنها.
وأضاف: "المقاومة في الجنوب بدأت تكسب أرضا صلبة وتتمدد في مدينة عدن وغيرها، من المحافظات، والكثير من الألوية أعلنت انضمامها للشرعية، منها قيادة المنطقة الأولى في حضرموت التي تضم سبعة ألوية، وهناك قتال دائر في شبوة إضافة إلى المكلا والقواعد النفطية بها تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية، كما أن خطوط الإمداد مقطوعة، وهناك تحركات جيدة في تعز والضالع والبيضاء والقوات المتمردة في حالة تراجع وانحسار".
وحول محاولة المتمردين الحوثيين إثارة قلق المملكة على الحدود الجنوبية أوضح الكاتب والمحلل الاستراتيجي أن الحوثيين يحاولون أن يرموا بأنفسهم على الحدود الجنوبية للسعودية في سبيل فعل أي شيء يثير قلق المملكة، خاصة أنهم ليسوا بحاجة إلى جهد كبير للوصول إلى الحدود السعودية بحكم قرب صعدة وتداخلها مع المناطق الحدودية السعودية، بالنظر لعدم الحاجة إلى جهد مضاعف للوصول، معتبرا أن ما يقومون به لا يثير قلقا كبيرا، حيث تقوم برمي قذائف هاون أو الرمي عشوائي.
وتابع التواتي، بدأت أعمال الإغاثة تصل إلى المناطق اليمنية لنجدة الشعب اليمني من المتمردين، وأعتقد أنها مسألة أيام حتى يتم تشكيل قيادات جنوب اليمن تتجمع فيها الألوية الشرعية، بمساندة قوى التحالف لتعيد بسط قوة الدولة، وتجبر الأقاليم المساندة لصالح والحوثي على تحكيم الحوار والقانون والعودة إلى طاولة المفاوضات.