مختبرات "الصحة" أثبتت احتواء منتجات للتجميل وتخفيف الوزن على مواد ضارة

مختبرات "الصحة" أثبتت احتواء منتجات للتجميل وتخفيف الوزن على مواد ضارة

حذرت متخصصة في مجال الصيدلة من الإقبال على المنتجات الطبية والتجميلية التي يكتب على عبواتها عبارة (مخصص للسعودية) والتي ارتفعت نسبة انتشارها في المحال التي لا تحمل أي تراخيص طبية.

وأكدت لـ "الاقتصادية" الدكتورة هيا الجوهر رئيسة قسم الأجهزة والدراسات في المختبر المركزي لتحليل الأدوية والأغذية في وزارة الصحة أن كتابة عبارة (منتج مخصص للسعودية) على المنتجات التي تباع في تلك المحال غير المرخصة طبيا من أكبر الطرق للاستخفاف بالسعوديين والخليجيين عامة، بحيث يستخدمها أصحابها غير المتخصصين في مجال الطب أو التجميل وسيلة لاستنزاف أموال الشعب السعودي والخليجي.
وعللت الجوهر سبب استهداف شرائح المجتمع السعودي والخليجي تحديدا في ترويج المنتجات غير المرخصة طبيا بقولها:" النظرة المترسخة لدى هؤلاء الأشخاص والتي تنظر إلى السعوديين والخليجيين بصفة عامة هم الصيد السهل للكسب من جراء شراء البضائع المكدسة لديهم هو السبب الرئيسي" وتعجبت متسائلة:" هل كتابة تلك العبارة معناه أنهم مهتمون بنا أكثر من غيرنا أم لأن تركيبة أجسامنا تختلف عن باقي البشر؟؟"

قنوات فضائية تروج هذه المنتجات

تضيف:" لم يقتصر الاستخفاف بالسعوديين على كتابة تلك العبارات على المنتجات التي يستهدفون بيعها لكن الأمر تعدى ذلك إلى ترويج للبضائع نفسها ولغيرها من خلال قنوات فضائية متخصصة في ترويج تلك المنتجات التي يتركز نشرها بشكل مكثف على توقيت السعودية لكي تتمكن من استقطاب أكبر شريحة والمتاجرة من خلالها.
وأكدت الجوهر أن هؤلاء المسوقين نجحوا فعلا في إيقاع الكثيرين من النساء والرجال في مصيدتهم والدليل على ذلك أنه بمجرد كتابة عبارة (منتج مخصص للسعودية) مع ذكر فوائد هذا المنتج المغشوش على العبوة التي تتلخص في أنه "سريع يعمل على التبييض أو يطيل الشعر أو يمنع ظهور الحبوب والبثور والنمش أو أي شيء آخر" حتى يلاحظ الهجوم الكاسح عليه ولو كان بأسعار مرتفعة.
ونقلت الجوهر مشاهداتها عند زيارة أحد فروع المحلات المشهورة بترويج هذه المنتجات في مجمع نسائي تجاري في الرياض بكتابة عبارة "مخصص للبيع في السعودية"

إخصائية نتيجة تدريب أسبوعين

تقول الجوهر: عند دخولي إلى ذلك المحل الذي أعتقد أنه يعمل بدون ترخيص من وزارة الصحة ويدعي صاحبه أن لديه "حلولا سحرية"، ألقيت نظرة على العاملات فيه ولاحظت كما يلاحظ الآخرون أن كل واحدة منهن تعاني من مشكلة جلدية ظاهرة من حب شباب وغيره من مشاكل البشرة وتساءلت:"لو أن هناك حلولا سحرية يقدمها صاحب هذه المستحضرات للبشرة من خلال منتجاته لكان من باب أولى أن يوظف عاملات على درجة من نقاء وصفاء البشرة نتيجة استخدام هذه المنتجات".
وزادت قائلة:" الشيء الآخر الذي لاحظته عند طلبي معرفة نوع بشرتي وإني أرغب في الحديث مع المسؤولة عن المحل أخبرتني إحداهن بضرورة تنسيق موعد مع "الإخصائية" ففوجئت لأن هذا الصفة لا تطلق إلا على متخصصة لها باع كبير في العلم والخبرة الطويلة في مجال التجميل لكن ذلك لم ينطبق على تلك المسؤولة التي " لم أتشرف برؤيتها" لأنني عرفت فيما بعد أن هذه " المرأة" تدربت لمدة أسبوعين لدى صاحب المحل في بلده ومن ثم أصبحت تعالج مشاكل البشرة التي عجز عنها الطب!
ومن ضمن مشاهداتي خلال زيارتي لهذا المحل أنه لم تخرج منه واحدة من النساء الا ومعها مستحضرات لا تقل عن (500 ريال) وخلال حواري مع إحداهن اتضح لي كذلك أنها ذهبت برفقة زميلتها في يومين مختلفين وكل واحدة منهن تعاني من مشكلة لكن الإخصائية المزيفة وصفت لهن نفس المنتج!
وعللت الجوهر سبب حصول بعض الأشخاص على نتائج إيجابية من جراء استخدام تلك المنتجات تكون نتيجة المداومة على هذه المستحضرات وليس بسبب فاعليتها، مشيرة إلى أنه لو استخدم الشخص نفسه مستحضر "الفازلين" باستمرار لحصل على نتائج مذهلة.
و تنصح الجوهر المستهلكين لهذه المنتجات التجميلية غير المرخصة بضرورة تركها، ومنح العناية بالجسم وقتا أكبر إضافة إلى تغيير العادات الغذائية.

الحل الأمثل في التوعية

وحول السبل الصحيحة لمكافحة هذا السيل الجارف من المستحضرات أكدت الجوهر أن أهمها هو التوعية من خلال الإعلام والمحاضرات والندوات لأن مصادرة تلك المنتجات إجراء غير كاف؛ لأنها ستعود عن طريق التهريب أو الاستخدام الشخصي، في حين أنه بوجود الوعي ستقل نسبة تلك المشاكل الناتجة من هذه المستحضرات، مشيرة إلى أن وزارة الصحة يقع على عاتقها العبء الأكبر لمحاربة هذه الظاهرة وذلك بملاحقة هؤلاء المدعين وكشف زيفهم وأخذ عينات من مستحضراتهم وتحليلها لإيضاح بطلان ادعاءاتهم، وكذلك اشتراط تسجيل هذه المستحضرات وتسجيل مصانعها لكي تتم زيارتهم دورياً لمراقبة منتجاتهم من قبل لجان مخصصة لذلك كما أن قرب بدء عمل هيئة الغذاء والدواء السعودية سيكون فاتحة خير وسدا منيعا في وجه مثل هؤلاء المدعين.
أما عن الآلية السليمة للتوعية الفاعلة تضيف الجوهر:" أرى أن التوعية ليست مهمة وزارة معنية دون أخرى وإنما يجب أن تتضامن الجهود من كل الجهات المعنية الطبية والإعلامية والتوعوية بشن حملات ضخمة للتوعية ولوقف الزيف في تلك المنتجات الكاذبة في حين أن على أطباء الجلدية واختصاصيي التجميل ذوي الكفاءة العالية والصيادلة والإعلاميين محاربة مثل هذه المستحضرات وإيضاح خطورتها الصحية والاقتصادية من خلال عملهم، كما ترى الجوهر أنه من المهم جدا تخصيص برنامج لمدة عشر دقائق واستضافة الثقات دوي الخبرات في هذا المجال بحيث ينالون ثقة الناس واستجابتهم، إضافة إلى إلقاء المحاضرات والندوات بخصوص هذا الموضوع في المدارس والجامعات والملتقيات وأماكن تجمع النساء عموماً.

الأكثر قراءة