لا تجعلوا حبوب "الزينيكال" الحل الأول للسمنة

لا تجعلوا حبوب "الزينيكال" الحل الأول للسمنة

يكاد خبراء التغذية والأطباء حول العالم يجمعون على أن السمنة مرض العصر، وليس ذلك فحسب، بل هي بوابة مشرعة لعشرات الأمراض الخطيرة بدءا من داء السكري وارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول في الدم، وتصلب الشرايين وبعض أنواع السرطان كسرطان الثدي والبروستاتة، إلى بعض الاضطرابات المعدية المعوية، ومنها الحصاة الصفراوية، واحتشاء عضلة القلب والتهاب القصبات (الشعب التنفسية) وزيادة احتمال حدوث الربو Asthma، والتهابات الكبد والتهابات المفاصل. وغيرها من الأمراض الخطيرة التي تحول حياة المصاب إلى جحيم لا يطاق.
وإزاء هذه المخاطر والأمراض يلجأ كثير من البدناء إلى كل ما يتعرفون عليه من وسائل في سبيل تخفيف أوزانهم، وينتاب بعضهم الهوس بقراءة مجلات الرشاقة وبرامج التخسيس وخصوصا من قبل الجنس اللطيف.
وتتنوع وسائل تخفيف الوزن من حمية غذائية طبيعية، إلى تناول أدوية تساعد على تخفيف الوزن، إلى إجراء عمليات جراحية مكلفة.
ومن الأدوية التي تثير التساؤلات حول جدواها وتأثيراتها الجانبية حبوب الزينيكال التي لاحظنا اختلاف الآراء حولها في المجالس ومنتديات الإنترنت، وحول طبيعة هذه الحبوب يقول لـ "الاقتصادية" الدكتور خالد بن علي المدني استشاري التغذية العلاجية بوزارة الصحة ونائب رئيس الجمعية السعودية لعلوم الغذاء والتغذية، إن هذه الحبوب عبارة عن أحد الأدوية التي تستخدم في تخفيف الوزن وهي من الأدوية التي صرحت لها هيئة الغذاء والدواء الأمريكية. وعن عمل هذه الحبوب وآليتها يوضح المدني أنها تعمل على تثبيط إنزيم معين. وهذا الإنزيم يقوم بتحليل الدهون، وبالتالي لا يتم امتصاص الدهون بشكل كامل بمعنى أن هذه الحبوب تقلل امتصاص الجسم للدهون بنسبة 30 في المائة وهي تقلل امتصاص الدهون فبالتالي تقوم بتقليل نسبة امتصاص الكوليسترول، وهذه تعتبر ميزة أخرى لهذه الحبوب.
ويحذر المدني من جعل تناول حبوب الزينيكال الطريقة الأولى في تخفيف الوزن، إذ إنها تأتي بعد محاولة التخفيف من الأكل وممارسة الأنشطة الرياضية، لأن هذه هي الطريقة المثلى لتخفيف الوزن، فإن فشل الشخص في هذه الطريقة، ولم يستطع السيطرة على نفسه فإنه يلجأ إلى الطريقة الثانية وهي تناول هذه الحبوب، وهذا يأتي بعد التدخل الجراحي بالنسبة للأشخاص الذين يعانون سمنة مفرطة ولا يستطيعون السيطرة على أوزانهم.

تأثيرات جانبية
عادة ما تكون للأدوية تأثيرات جانبية، وعن التأثيرات الجانبية للزينيكال يقول المدني إن الزينيكال يعمل على التقليل من امتصاص الدهون ومن ثم تخرج الكتلة البرازية وفيها نسبة عالية من الدهون مما يؤدي إلى الإسهال، وهذا الإسهال يكون مزعجا بشكل كبير في حالة تناول وجبة فيها نسبة عالية من الدهون، ومشكلة هذا الإسهال أنه مفاجئ ولا يعرف وقت خروجه.
ويضيف المدني تأثيرا آخر وهو أن هذه الحبوب تقلل من امتصاص الدهون، والدهون المتناولة بطرق مقننة فيها فوائد، ومن ضمن هذه الفوائد أن الدهون تنقل إلى الجسم بعض الفيتامينات الذائبة فيها، إذ يوجد في الغذاء نوعان من الفيتامينات: نوع ذائب في الدهون، ونوع ذائب في الماء. والنوع الذائب في الدهون هو الفيتامين أ – د - ك- هـ، فهذه الحبوب تقلل من امتصاص هذه الفيتامينات الذائبة فيها.
ويؤكد استشاري التغذية العلاجية ضرورة استشارة الطبيب في تناول هذه الحبوب، مثلها مثل أي دواء، موضحا أن استخدامها لا يعني أن يأكل مستخدمها ما يشاء، إذ لابد أن تصاحبها حمية غذائية أيضا؛ لأن مستخدمها لو أفرط في تناول الدهون فستمثل له هذه الحبوب مشكلة نتيجة الإسهال المستمر الذي سيتعرض له.
وعن صلاحيتها للأطفال ينصح المدني بعدم تناولهم لها، ويفضل عدم تناول أي دواء بصورة عامة للأطفال.
وحول صلاحية هذه الحبوب لمن يشكو من سمنة ناتجة عن زيادة في الهرمونات يؤكد المدني أن كلمة (هرمونات زائدة) استغلت كثيرا، إذ إن نسبة البدناء بسبب زيادة في الهرمونات أقل من 5 في المائة من البدناء في العالم، ويقول إن المشكلة تتمثل في أن بعض البدناء يدعون أن لديهم زيادة في الهرمونات كنوع من الدفاع عن النفس والتماس الأعذار.
وينصح المدني المصابين بازدياد في نسبة الهرمونات بأن يراجعوا طبيبا متخصصا في الهرمونات حتى يستطيع أن ينظم لهم الهرمونات في أجسامهم، وحول مدى استفادة هؤلاء من حبوب الزينيكال يقول إنه لا ينبغي أن يستخدموها، إنما العلاج يكون عند طبيب مختص بالهرمونات، حيث إن الهرمونات إذا زادت أو نقصت مثلت خطورة على صحة فالإنسان، ولا يصح أن ننصح إنسانا بهذه الحبوب دون أن نعرف سبب سمنته، فالطبيب هو الذي يحدد نسبة الهرمونات الزائدة وما نوعها لأن الهرمونات كثيرة.
وينصح المدني بالابتعاد قدر المستطاع عن أي طريقة لتخفيف الوزن غير الطريقة الطبيعية لذلك، وهي الإقلال من تناول المأكولات وخصوصا الدهنية منها، لأن السعرات الحرارية في الدهن ذات كثافة سعرية عالية وبالتالي تزيد الوزن، لذلك المفروض التقليل من تناول المقليات والمعجنات وزيادة من تناول الخضراوات والفاكهة وتناول الحليب الخالي أو القليل الدسم، والأجبان القليلة الدسم مع زيادة النشاط الحركي مؤكدا أن كل هذا يمثل نوعا من الوقاية المثلى من زيادة الوزن.