مدير مكافحة مخدرات الشرقية لـ "الاقتصادية" : المرأة ضحية أغلبية القضايا

مدير مكافحة مخدرات الشرقية لـ "الاقتصادية" : المرأة ضحية أغلبية القضايا
مدير مكافحة مخدرات الشرقية لـ "الاقتصادية" : المرأة ضحية أغلبية القضايا

أوضح لـ «الاقتصادية» العميد عبد الله الجميل مدير إدارة مكافحة المخدرات في المنطقة الشرقية، أن أغلبية قضايا المخدرات المسجلة لديهم تكون المرأة فيها ضحية للاستغلال من قِبل الزوج أو أحد الأقارب، خاصة إذا كانت المرأة عاملة.

وكشف عن أن الفئة الأكثر تورُّطاً من السعوديات في قضايا المخدرات هن من الفئة العاملة أو ذوات المورد المادي، مرجعاً أسباب تورطهن إلى أحد أقاربهن من الرجال سواء من المتعاطين أو المروّجين.

وكشف الجميل في حوار مع «الاقتصادية»، عن توسُّع نشاط تجارة المافيا مع تزايد الاضطرابات الأمنية والسياسية في دول الجوار، مؤكداً في الوقت ذاته أن السعودية التي تعد من أكثر الدول المستهدفة من قِبل تجار المخدرات، قادرة على محاربة هذه السموم في مهدها وفي دول الإنتاج.

ونفى أن يكون تزايد أعداد المروِّجات السبب في توسيع عمل المرأة، وقال: ''الحاجة إلى وجود العنصر النسائي كانت ملحة ومطلوبة منذ سنوات ماضية، لكن لم تتم تلبيتها في وقتها، والآن فُتح هذا المجال ونتمنى أن تصل إلى أعداد مرضية حتى تحمل المرأة دورها أيضا في مكافحة المخدرات''.

في مايلي مزيد من التفاصيل:

كشف مسؤول في إدارة مكافحة المخدرات أن الفئة الأكثر تورطا من السعوديات في قضايا المخدرات هن من الفئة العاملة أو ذوات المورد المادي, مرجعا أسباب تورطهن إلى أحد أقاربهن من الرجال سواء من المتعاطين أو المروجين.

وبين العميد عبد الله الجميل مدير إدارة مكافحة المخدرات في المنطقة الشرقية, أن غالبية قضايا المخدرات المسجلة لديهم تكون المرأة فيها ضحية للاستغلال من قبل الزوج أو أحد الأقارب,خاصة إذا كانت المرأة عاملة,أو بهدف جعل المرأة وسيلة للتمويه واستغلالها للترويج.

وكشف الجميل في حوار مع ''الاقتصادية'',عن توسع نشاط تجارة المافيا مع تزايد الاضطرابات الأمنية والسياسية في دول الجوار, مؤكدا في الوقت ذاته أن المملكة التي تعتبر من أكثر الدول المستهدفة من قبل تجارها, قادرة على محاربة المخدرات في مهدها وفي دول الإنتاج, كما تطرق الجميل إلى أسباب منع بعض المواد الطبية وبرامج مكافحة المخدرات بعد أن تم تعزيز دورها من خلال مشروع الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية للوقاية المجتمعية، فإلى تفاصيل الحوار:

• مع استمرار الاضطربات الأمنية أو ما يطلق عليه ''الربيع العربي'' في بعض الدول العربية والقريبة من الحدود السعودية، هل لمثل هذه الظروف أي تأثير حول تضاعف أو تزايد عملية ترويج المخدرات داخل المملكة؟

لا شك أن تجارة المافيا تنشط وتزدهر مع أي اضطراب أو شلل أمني في أي دولة لكن التركيز الموجود في المملكة على ضبط الحدود ومراقبة آلية دخول البضائع تضع حدا لكل من يحاول أن يستغل الاضطربات الموجودة في الدول العربية, وتصدير أي ممنوعات إلى المملكة وهذه الاستراتيجية الأمنية معمول بها من قبل هذه الاضطرابات، فالرؤية واضحة لدينا من قبل على ضبط الحدود ومتابعتها بكل دقة.

• اجتمعتم قبل فترة مع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه الهيئة في عملكم؟

التعاون فيما بين المكافحة وجهاز الهيئة قديم وراسخ القواعد والاجتماع كان لبحث العديد من الجوانب الأمنية وتبادل الخبرات بين الجهازين المهمين المكملان لبعضهما، والحقيقة أن الهيئة بفضل الله تساهم مساهمة فاعلة في التصدي لسموم المخدرات ونحن جميعا في أجهزة الدولة حلقة متسلسلة تكمل بعضها.
• هنالك أحياء فقيرة في المنطقة تقطنها مجموعة ربما غالبيتهم غير سعوديين حولوا هذه الأحياء, إلى أوكار أو منافذ لترويج المخدرات. ما هي الإجراءات التي اتبعت لمعالجتها؟

هناك لجنة مشكلة من الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية لدراسة مشاكل الأحياء القديمة ووضع الحلول الجذرية لها ويشترك فيها الكثير من القطاعات الحكومية، وإن شاء الله تخرج هذه اللجنة بتوصيات مفيدة.

• خلال الأعوام الماضية، تضاعفت تجارة المخدرات على مستوى دول العالم كافة بنسبة 1000 في المائة. فما النسبة التي وصلت إليها المملكة؟
المملكة بطابعها الإسلامي وبعدها الاقتصادي وبثقلها السياسي هدف مهم لعصابات المخدرات لكن ليعلم الجميع أن سياسة حكومتنا الرشيدة وضعت أمن المواطن وراحته على رأس اهتماماتها، لذلك رسمت الخطط والاستراتيجيات من أجل محاربة المخدرات ووصلت في حربها للمخدرات إلى ضبط بعض القضايا في مهدها وفي دول الإنتاج وهذا الاهتمام والحرص هو الذي يضع المملكة في مصاف الدول الأقل تأثرا بظاهرة المخدرات.

• لماذا تتخذ موسمية ترويج أصناف مخدرة بين طلبة المدارس فترة الاختبارات؟ وما أبرز ما يتم ترويجه من أنواع مع استحداث أصناف مختلفة عن المتعارف عليها سابقا؟

يطرح علي دوما مثل هذا السؤال، والحقيقة أن ثمة معلومة تغيب عن الكثير من الإخوة إلا وهي أن عملنا في جهاز المكافحة عمل مستمر ودائم ومبرمج بدقة طوال أيام العام, ولدينا فريق عمل مع شركائنا إدارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية للتوعية بأضرار المخدرات منذ بداية العام الدراسي، وقد دأبنا عليه منذ سنين وما زلنا نطور ونجد في البرنامج بمشاركة الطلاب أنفسهم ونركز في غالبية أجزاء البرنامج على ضرر مادة ''الكبتاجون'' التي يزاد خطرها وإشاعات المروجين عنها خاصة في أيام الاختبارات. أما بالنسبة للجزء الآخر من سؤالك فتركيبة الكبتاجون تتغير من فترة إلى أخرى بمواد أشد فتكا وخطرا على خلايا المخ وتحتفظ فقط بشكلها الخارجي, كما ينشط المروجون في نشاطهم الإجرامي. وتزداد كثافتنا الأمنية حول المدارس وأماكن الترفيه القريبة منها لضبط كل تحرك مشبوه.

#2#

• ما هي الآلية التي يتخذها مروجو هذه المخدرات للوصول إلى أبناء المنطقة خلال هذه الفترة؟ ولماذا باتت المخدرات تنتشر بين الطلبة وحتى الطالبات؟

من خلال نشر الإشاعات الكاذبة عن إيجابية تعاطي المخدرات واستغلال بعض الجماعات المرجعية لتحقيق أهدافهم. أما فيما يخص انتشار المخدرات فنحن جزء من العالم ولا بد أن نتأثر ولو بجزء يسير مما يتأثر به الغير، لكننا وأكرر م ازلنا الأقل ولله الحمد.

• هل يمكن أن يكون لتطور و اتساع وسائل التقنية والاتصال دور في ترويج المخدرات؟

تعتبر وسائل التقنية المتقدمة نعمة من نعم الله على البشر لكن سوء استغلالها ساهم في نشر الكثير من الجرائم واختصار الكثير من المسافات، وقد وصلت تجارة المخدرات حتى عن طريق الإنترنت.

• هل فعلا أن أكثر القضايا تعود لمتعاطي المخدرات والمسكرات؟ وما نسبة مرتكبي الجرائم من المتعاطين؟ وهل يكرر جرمه لاحقا؟

المخدرات تسهم كثيرا في خلق الجريمة وتقود صاحبها إلى ارتكاب أفعال أحيانا تكون حتى لا أردية، وتعاطي المخدرات مرض انتكاسي إن لم يجد متعاطية العلاج الدوائي والإكلينكي والاجتماعي المناسب فإنه يكون عرضة للعودة إلى ماضيه في التعاطي.

• المطلع على طبيعة قضايا السعوديات القابعات في السجن النسائي في المنطقة, يلاحظ أن غالبيتها تتركز في جانبين أخلاقية وأخرى ذات علاقة بالمخدرات. فهل يمكنكم توضيح طبيعة استهداف المرأة؟

المرأة جزء من المجتمع تتأثر كغيرها بما يحدث فيه، وتعاطي المخدرات لا يفرق بين الأجناس لكن غالبية قضايا المخدرات المسجلة لدينا تكون المرأة فيها ضحية للاستغلال من قبل الزوج أو أحد الأقارب وخاصة إذا كانت المرأة عاملة ولديها مورد مادي، أو بهدف جعل المرأة وسيلة للتمويه واستغلالها في عملية الترويج.

• على ذكر تورط النساء في المخدرات حسب بعض الدراسات فقد تبين أن غالبية متعاطي المخدرات في الفئة النسائية تنسب إلى أسرة من الطبقة الغنية؟

المخدر لا يفرق بين الأجناس كما أسلفت, ولا نوع الطبقة فأحيانا الغنى يكون من مسببات التعاطي وأحيانا الفقر يكون هو السبب، لكن نوع النمط التربوي هو القائد الحقيقي لسلوك الإنسان في مراحله التكوينية.

• يلاحظ خلال الفترة الماضية رفع عدد الطاقم النسوي من العاملات في إدارات مكافحة المخدرات. هل هو مؤشر لارتفاع عدد المروجات أو المتعاطيات؟

لا، ليس هذا هو السبب إنما الحاجة إلى وجود العنصر النسائي كانت حاجة ملحة ومطلوبة منذ سنوات ماضية, لكن لم تتم تلبيتها في وقتها والآن فتح هذا المجال ونتمنى أن تصل إلى أعداد مرضية حتى تحمل المرأة دورها أيضا في مكافحة المخدرات.

• ما الدور الذي تلعبه موظفات المكافحة؟ وهل يتم تدريبيهن تماما كما يدرب رجال المكافحة؟ وهل لديهن رتب تماثل رتب زملائهن من الرجال؟

الموظفات في المكافحة يعملن على مسارين، الأول موظفات، ومهمتهن في الحقل التوعوي وما يخصه من برامج وندوات ومعارض للجانب النسائي، أما المسار الثاني فهو من يشاركن في التفتيش وحراسة النساء والمضبوطات في القضايا. أما نوعية التدريب فهي تختلف عن الرجال ولها طابع يخدم ما تقوم به الموظفة من أهداف، أما الرتب والمراتب للموظفات التوعويات فإنهن يمنحن المراتب حسب تصنيف وزارة الخدمة المدنية ،أما ما يخص العسكريات فلهن مثل ما لزملائهن الرجال من رتب عسكرية حسب التخصص.

• من يمارس تجارة المخدرات في المنطقة ويعزز توسع شبكة تجارها؟ وهل يمكن أن يتم تفكيك هذه الشبكات نهائيا؟

للأسف النسبة الأعلى من المواطنين في قضايا الترويج، لكن لو رجعنا إلى نسبة السكان المواطنين مع المقيمين نجد أن الغالبية للمواطنين ونحن قادرين في المكافحة على تفكيك أي شبكات أو جماعات لترويج المخدرات بل جل اهتمامنا وتركيزنا ينصب على هذا الجانب أما التهريب فالأغلبية من الأجانب.

• أنتم في المديرية لديكم تحفظ على المنتجات التجارية المشروعة للمواد الدوائية وللأغراض العلمية لوزارة الصحة, فما هي المخاوف وراء هذا التشديد الرقابي على المنتجات؟

التحفظ ليس على مستوانا بل على المستوى العالمي، والأمم المتحدة لديها مكتب خاص يعنى بالاستغلال غير المشروع للعقاقير والمستحضرات الدوائية وإساءة استخدام العقاقير الطبية مصنفة عالميا من المحظورات.

• ماذا يتضمن مشروع برنامج الأمير محمد بن فهد للوقاية المجتمعية في المنطقة الشرقية الذي أعلن عنه أخيرا؟

برنامج الأمير محمد بن فهد هو انطلاقة حقيقية نحو تكامل مجتمعي في محاربة المخدرات ولا شك أنه سيمثل نقلة نوعية في طرح البرامج المماثلة وخلاصة البرنامج إقامة ثمانية مراكز توعوية متكاملة على مستوى المنطقة مزودة بصالات عرض ومحاضرات إضافة إلى صالة ألعاب ومقاه وكوفي شوب حتى نحقق عوامل الجذب للزوار، كما سيشمل البرامج أكثر من ثمانية كراسي بحث في الجامعات وسلسلة من البرامج الاجتماعية والرياضية تهدف إلى معالجة الجذور لتعاطي المخدرات من أساسها.

الأكثر قراءة