يوم آخر بلا «بلاك بيري».. وقت كاف لإعادة اكتشاف العلاقة بالعالم والمجتمع

يوم آخر بلا «بلاك بيري».. وقت كاف لإعادة اكتشاف العلاقة بالعالم والمجتمع

حتى الدقائق الأولى من منتصف الخامسة عصرا، لا يمكن الجزم بأن تقدير صباح يوم الثلاثاء كحد أقصى لعودة الخدمة كان دقيقاً، فالخدمة عادت بالفعل ولكنها ببساطة لا تكاد تعمل بالشكل الطبيعي، وهو ما تم التأكد منه لاحقا حين عادت شركات الاتصالات المشغلة للخدمة لتتحدث عن انقطاع جديد في شبكة بلاك بيري ناتج عن تحديثات أخرى تقوم بها الشركة الأم.
إنه يوم آخر لم يخل تماماً من الرنة المميزة أو الضوء الأحمر، ولكنه في الوقت نفسه لم يمنح المستخدمين مساحة كافية للرد على العدد المحدود من ''البرودكاست'' التي وصلت إليهم، لقد تذكر بعضهم التشبيه التهكمي لمهاجم الأرجنتين ليونيل ميسي بنه يبدو ''كجهاز بلاك بيري منقطع الخدمة'' في تلميح لعقمه التهديفي مع منتخب بلاده، وهو تلميح يدل على امتلاك قيمة عالية لا يمكن الاستفادة منها فعلياً، وهي التجربة التي كان على حاملي الأجهزة السوداء واسعة الانتشار اختبارها عملياً وهم يقضون يوماً آخر دون أن يغيروا صورهم أو عباراتهم الشخصية أو يفاجئهم رمز التنبيه الشهير PING!!.
الحس الساخر الذي عرف به مستخدمو هذه الخدمة آثر الانتقال مؤقتا إلى وسائل اتصالية أخرى كمنتديات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي للتعامل مع مشكلة الانقطاع، وإعادة إنتاجها ''كوميدياً'' كما جرت العادة في مختلف المواقف والأحداث، ففي حين رأى البعض أن ما حدث كان نتيجة لدعاء الأمهات في إشارة إلى انزعاجهن الدائم من انشغال الأبناء ببرامج المحادثة حتى في الوقت القليل المتاح للقاءات العائلة، بعضهم أضاف''الوالدة تسلم عليكم وتقول لكم عقبال النت بكبره''.. فيما وصف أحد المستخدمين يوم الإثنين الذي شهد انقطاع الخدمة بـ ''اليوم العالمي لراحة الإبهام'' فيما اتجه آخر إلى تشبيه مستخدمي بلاك بيري بجمهور نادي النصر مبررا ذلك باشتراك الطرفين في التمسك بميولهم على الرغم مما يعتري ذلك من مشكلات وصعوبات.. وبدأ رابع ''من النوع الذي لا يمكن إعفاؤه من فرضيات تتصل بالشماتة'' في تعديد احتمالات مختلفة للاستخدامات البديلة لجهاز بلاك بيري مقترحا في هذا الصدد، الاستفادة منه كآلة حاسبة أو ساعة منبهة أو ميدالية للمفاتيح إذا تطلب الأمر، فيما ذهب آخرون إلى أن ذلك اليوم يعد فرصة لاكتشاف الواقع وللتعرف على ''أشكال أفراد الأسرة والأصدقاء''!
في موقع تويتر، وبخلاف مواقع شركات الاتصالات التي تتفق على أن المشكلة في طريقها للحل ''خلال الساعات القادمة'' كان الحساب المنسوب لرئيس شركة ريسيرش إن موشن ''مقدمة الخدمة في العالم''يقول بكثير من الجدية'' سأمنح الموظفين وقتا إضافيا. يبدو أن هناك أمورا تتطلب التدخل سأغادر الآن وستعود الخدمة سريعا استمتعوا بأوقاتكم ولا تقلقوا'' قبل أن يعود لاحقا ويتحدث عن أخبار جيدة حول عودة الخدمة خلال دقائق، وهو التأكيد الذي مضى عليه الآن فقط 22 ساعة بالضبط دون حدوث تغيير يستحق الإشارة إليه، لكن تعليقات أخرى لا تقل جدية في ظاهرها تأتي من الحساب الهزلي الشهير للرئيس الأمريكي في تويتر حيث يقول ''حسناً حسنا يا شعب الخليج، سأقوم باتصالاتي الآن لتعود خدمة بلاك بيري إليكم، أمهلوني دقائق فقط''.. غير أن ''أوباما'' المفترض الذي ترك كل انشغالاته السياسية وأزماته الاقتصادية لحل هذه المشكلة، لم يقدم لمتابعيه أي إثبات لرؤيته القاطعة بأن المتسبب في قطع الخدمة هو اللاعب المعتزل ''سعيد العويران''!.

هناك 700 ألف مستخدم لخدمة بلاك بيري في المملكة، شكلوا السوق الأعلى في المنطقة للشركة الكندية، وكاد كثير منهم البارحة أن يلحق الضرر بجهازه أو يعرضه للبيع حينما لم تجد نفعاً حيلة استخراج البطارية وإعادة تركيبها''رغم توقف الخدمة.. لم يتوقف بعض موظفي خدمة العملاء عن إسداء هذه النصيحة لهم'' هذه النسبة التي يمثل الشباب أغلبيتها العظمى لم تكن لتشعر بكثير من الإغراء تجاه خدمة "تبادل المعلومات والملفات" فيما لو تأكدت من أنها السبب الحقيقي وراء الانقطاع، لقد تم التعارف نمطياً على تسمية هؤلاء ''بالبلاكبيريين'' الذين يوازيهم على ضفة التقنية الأخرى ''الآيفونيون'' في إشارة إلى جمهور مستخدمي جهاز ''أبل أي فون''.. الذين قام البعض منهم بتوجيه رسائل ساخرة تتسم بالتعاطف مع أصحاب بلاك بيري في ''مصابهم'' المتمثل بانقطاع الخدمة، وهو ما يمثل رد الواجب الذوقي لهم حين تقدموا قبل أيام فقط برسائل التعزية المهيبة تفاعلا مع رحيل المؤسس الشهير ''ستيف جوبز'' والتي كانت معنونة بعبارة رئيسية هي ''نشاطركم الأسى في وفاة عميد عائلة أبل''!