"الطعام العضوي": قيمة غذائية أكبر دون إضافات كيماوية

"الطعام العضوي": قيمة غذائية أكبر دون إضافات كيماوية

مع توالي الدراسات والبحوث التي تشير إلى الأخطار الناتجة عن تناول الأطعمة المختلفة يعيش المستهلك في هاجس دائم مع كل طعام يتناوله، إذ لا يكاد المستهلك يطمئن إلى نوعية محددة من الطعام إلا وتظهر دراسة أخرى توضح بعض الأخطار الناتجة عنه نتيجة تعرضه للمبيدات الحشرية، أو لأسمدة كيماوية، أو لمواد كيماوية حافظة، ولعل المستهلك يغبط أجداده السابقين الذين لم يعرفوا هذه الأشياء، ويتمنى لو استمتع بأكلة آمنة كتلك الأكلات التي كانوا يأكلونها مطمئنين دون أن يشغلوا تفكيرهم بمدى صحيتها.
ونتيجة لهذه الأمنية التي حلم بها الكثيرون ظهر منذ بداية تسعينيات القرن الماضي ما يعرف بـ "الطعام العضوي"، الذي كان بداية لظهور عهد جديد من الأطعمة الآمنة.

ما الطعام العضوي؟

يعرف الطعام العضوي بأنه عبارة عن الأغذية المنتجة أو المصنعة من الزراعات العضوية Organics بعكس الاصطناعية أو المركبة Synthetics. والمأكولات العضوية هي منتجات زراعية تعتمد على تقنيات حماية بيولوجية من الآفات لتسميد الأتربة ومعالجة الحشرات بدلا من الأسمدة الكيماوية. أو المبيدات الحشرية، ومنظمات النمو، والمنظفات الصناعية, التي هي في الواقع سموم ثبت تسببها في كثير من الأمراض الخطيرة مثل الفشل الكلوي وتليف الكبد وسرطان الكبد، وأمراض أخرى كثيرة. كما لا يسمح بإنتاج هذه الأغذية باستخدام مكونات استعمل في إنتاجها الهندسة الوراثية ولا يسمح باستخدام الإشعاع. فالزراعة العضوية هي نظام حيوي مأخوذ من الطبيعة لا يعتمد على أية إضافات كيماوية.

انتشار واسع

حققت المنتجات الزراعية العضوية انتشاراً وتنامياً ملحوظاً في السنوات الأخيرة في الكثير من دول العالم, وأصبح إقبال المستهلكين على المنتجات العضوية يفوق بكثير ما كان متوقعاً، ليس فقط في الدول المتقدمة، بل في جميع أنحاء العالم، فقد أصبح المنتج العضوي عنصراً مهما في التنافس الاستراتيجي لتجار المنتجات الزراعية في كثير من دول العالم. وتوضح الإحصائيات الزيادة المطردة في المساحات المزروعة بالنظام العضوي في العالم منذ عام 2002 م وحتى عام 2006 م حيث تضاعفت المساحة في قارة إفريقيا ستة أضعاف وفي قارة آسيا 5.83 ضعف وفي قارة أمريكا الجنوبية 1.36 ضعف وفي القارة الأوروبية 1.27 ضعف. ويعكس التزايد المستمر في القيمة الاقتصادية للمنتجات العضوية في العالم مقدار ما تناله هذه النظم من اهتمامات المستهلكين حيث تقدر القيمة المتوقعة للمنتجات العضوية في عام 2010 م بنحو 94.2 مليار دولار.

المنتجات الزراعية العضوية أعلى في القيمة الغذائية

في دراسة على العديد من محاصيل الفاكهة والخضر بغرض مقارنة القيمة الغذائية لكل من الأصناف المزروعة بالنظام التقليدي ومثيلتها المنتجة بالنظام العضوي تبين أن الحاصلات الزراعية المنتجة بالنظام العضوي احتوت على كميات أعلى كثيراً من فيتامين "ج" والحديد والماغنسيوم والفوسفور مقارنة بمثيلتها المزروعة بالطرق التقليدية. كما أظهرت الدراسة أن الحاصلات الزراعية المنتجة بالنظام العضوي احتوت على كميات أقل وبدرجة معنوية من النترات. واعتبرت الدراسة أن أهم النتائج المتحصل عليها هي أن المنتجات العضوية تحتوي على معدلات أعلى كثيراً من المعادن الغذائية المهمة لتغذية الإنسان ومعدلات أقل كثيراً جداً من المعادن الثقيلة الضارة بصحة الإنسان مقارنة بتلك المنتجة بالطرق التقليدية.

كيف تعرف أن الغذاء الذي تتناوله عضوي أم لا؟

إن المنتج الذي يتم تسويقه تحت اسم "منتج عضوي أو حيوي" لا بد أن يخضع للقواعد التي وضعها الاتحاد الدولي لمنظمات الزراعة العضوية IFOAM. وتقوم جهات معتمدة عالمياً بعمل تفتيش دوري على المزارع ومحطات التعبئة ومصانع المنتجات الغذائية العضوية المسجلة رسمياً للإنتاج العضوي, ويتم وضع ملصق صغير يحمل شعارا وكلمات توضح أن الإنتاج عضوي, وذلك على كل ثمرة أو عبوة. مثل كلمتي:
usda-organic.
الجدير بالذكر أن الأغذية العضوية تتمتع بسعر مرتفع مقارنة بالأنواع الأخرى من الأغذية؛ ويبرر ذلك كونها منتجات تنمو من دون مواد كيماوية أو اصطناعية؛ ولأنها تتطلب جهدا أكبر للعناية بها؛ إضافة إلى قلة المزارعين الذين يستخدمون هذه التقنيات للزراعة المستدامة. كما يرتبط سعر المنتجات العضوية بالطلب عليها عند المزارع.

الأكثر قراءة