الصابون المضاد للبكتيريا يسبب أضرارا بيئية وصحية

الصابون المضاد للبكتيريا يسبب أضرارا بيئية وصحية

ذكرت دراسة أجرتها جامعة جونز هوبكنز الأمرييكية أن نحو 75 في المائة من المواد الكيماوية القادرة على قتل البكتيريا، والتي يلقي بها الناس في مجاريهم، تنجو خلال المعالجة في محطات المياه العادمة، وينتهي معظمها كرواسب في الحقول الزراعية.
وتقول الدراسة إن نحو 200 طن من مركبين كيماويين- ترايكلوكاربان وترايكلوسان – تستخدم في الأراضي الزراعية على نطاق البلاد.
وأوضحت الدراسة أنه تم استخدام نحو 1500 منتج استهلاكي جديد قاتل للبكتيريا، تحتوي على المادتين الكيماويتين في السوق منذ سنة 2000، ويشعر بعض الخبراء بالقلق من أن شيوع استخدام مثل هذه المنتجات قد يساعد على تحويل بعض الجراثيم الخطيرة إلى حشرات فائقة الحد مقاومة للمضادات للجراثيم.
الجدير بالذكر أن مادة "ترايكلوكاربان" تستخدم في صناعة الصابون ومزيل الروائح الكريهة ومعجون الأسنان وأجهزة المطبخ مثل ألواح التقطيع والطاولات ولعب الأطفال. وتم الكشف عن مادة ترايكلوسان -وهي الأوفر لأنها تستخدم في الصابون السائل - في حليب الأم والسمك في الجداول المائية في أوروبا.
وتؤكد الدراسة أن مادة "ترايكلوكاربان" تحمل في طياتها المشاكل؛ لأنها تتفسخ ببطء مما يعني أنها تتراكم في التربة -وربما في الماء- حسبما قال رولف هالدن وهو مساعد أستاذ في دائرة علوم الصحة البيئية في جامعة جونز هوبكنز الذي قاد الدراسة.

تفاعلات خطرة

وأثبتت فحوصات علم السموم أن المواد الكيماوية تبدو آمنة عند تعرض البشر لها، حتى في الجرعات العالية لدى وضعها على الجلد. لكنه من الممكن أن يتفاعل "ترايكلوسان" في الماء مع "الكلور" ليتحول إلى الكلوروفورم والأكاسيد المرتبطة بالسرطان، ويمكن أن تقتل المواد الكيماوية أيضاً الميكروبات المفيدة للنظام البيئي، أو تعزز الجراثيم الجديدة التي تقاوم المضادات الحيوية.
وإلى الآن لا يعلم أحد ما إذا كانت المواد الكيماوية تلوث تجمعات المياه الجوفية. ولم تتم مراقبة مياه الشرب بحثاً عنها. وتستكشف وكالة حماية البيئة انتشار المنتجات الصيدلانية والعناية الشخصية في البيئة، ولكنها لا تملك بيانات كافية للأخذ في الاعتبار إيجاد تنظيمات للنفايات.
ويبلغ معدل "ترايكلوكاربان" في رواسب النباتات 51 جزءاً لكل مليون، ويعتبر معدلاً عالياً للتلوث البيئي. إلا أن ريك ستينفسن -المنسق الوطني للمواد العضوية في مكتب العلوم والتقنية التابع لوكالة حماية البيئة-قال إن الناس يفركون أيديهم "بترايكلوكاربان" بانتظام بمستويات تزيد عن المعدل الآمن بـ 100 مرة. كما أن المواد الكيماوية ستتحلل وتتلاشى في الحقول الزراعية، بحسب قوله.

جهود ضائعة

وقال هانز ساندرسون -مدير السلامة البيئية لدىSoap and Detergent Assn: " من الواضح أن الغالبية الكبرى من التعرض إلى "الترايكلوكربون" هو عبارة عن تعرض مباشر، عندما تستخدم هذه المواد فعلاً في صابون اليدين أو معجون الأسنان أو ما يشبه ذلك." وقال، لكن الفحوصات المخبرية أظهرت أنه حتى التعرضات لم يكن لها تأثير على الحيوانات، وليست سامة للحياة المائية وليس لها تأثير معروف على الناس.
وفي تشرين الأول (أكتوبر)، أصدرت هيئة استشارية لإدارة الغذاء والدواء أنه لم يكن هناك دليل على أن المنتجات المنزلية عملت على وقاية الناس بصورة أفضل من أي صابونة عادية. وقامت الهيئة بحث الوكالة على دراسة مخاطرها ومزاياها. وعارضت الجمعية الطبية الأمريكية الاستخدام الروتيني لقطع الصابون المضاد للبكتيريا منذ عام 2002.
وقال هالدن "النتيجة النهائية، هي أننا ننتج كميات كبيرة من المواد الكيماوية ليست ذات نفع بل وربما تكون مضرة".